نزلت بعد انقطاع الوحي عن الرسول 40 يوماً..يستحب التكبير بعد قراءتها..معلومات لا تعرفها عن سورة الضحى
ترتبط سورة الضحى بكثير من الأسرار والتفسيرات؛ فقد ذكر المفسرون أن الوحي قد احتبس عن النبي مدّةً، فقال المشركون: إن ربّه قد ودّعه وقلاه، ولو كان رسولاً لما احتبس عنه، فنزلت هذه السورة المكيةٌ، مُحكمةٌ كلّها، يبلغ عدد آياتها إحدى عشرة آية، كان نزولها بعد سورة الفجر، وسمّيت بالضحى؛ لافتتاح الله -تعالى- السورة بلفظ الضحى.
سبب النزول
أُصيب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالهمّ والغمّ في بداية دعوته؛ لانقطاع الوحي؛ أي جبريل عنه خمس عشرة ليلةً؛ لحكمةٍ عَلِمها الله -عزّ وجلّ-، وقيل انقطع الوحي اثني عشر يوماً، وقيل خمسة وعشرين يوماً، وقيل أربعين يوماً، فبدأ كفّار قريش، ومنهم زوجة أبو لهب بالاستهزاء من الرسول، وتعييره بعدم نزول الوحي عليه، بقولهم: "ودّعك ربّكَ وقَلاك"؛ أي انقطع عنك، وقيل إنّ السيدة خديجة التي قالت له ذلك ألماً وحسرةً لا سخريةً منه، كما ورد في صحيح مسلم: (أَبْطَأَ جِبْرِيلُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: قدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: [وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى*])، وورد أيضاً في صحيح البخاري: (اشْتَكَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثًا-، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثَةٍ- فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}.
تفسير
﴿ وَالضُّحَى ﴾ أقسم بالضحى وصفائه وطلوعه على العالم بضيائه.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ وأقسم بالليل إذا سكن بهدوئه وخيم بظلامه.
﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾ ما أبغضك ربك - يا محمد - بعدما أحبك وما أبعدك بعد أن قربك.
﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ ولدار الآخرة في الفردوس الأعلى خير لك من دار الدنيا فهناك السرور والنعيم الدائم.
﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ ووالله ليعطينك الله من أصناف النعيم ما يرضيك من قرة العين، وسرور النفس.
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ﴾ أما وجدك يتيمًا قبل النبوة فآواك ورعاك.
﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ ووجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان فعلمك ما لم تكن تعلم.
﴿ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ ووجدك فقيرًا فرزقك وقنعك بما أعطاك من النعم المعنوية والمادية ما أغنى نفسك عن الدنيا.
﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ فأما اليتيم فلا تسئ معاملته بل ارحم ضعفه فقد كنت أنت يتيمًا فتذكر ذلك.
﴿ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴾ وأما السائل فلا تزجره بل أطعمه.
﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ وأما بنعمة ربك التي سبغها عليك فتحدث بها.
فضلها
لم يرد في فضل سورة الضحى حديث صحيح، إلّا أنّه يستحب التكبير عند الانتهاء من سورة الضحى وكل سورة بعدها حتى يختم القرآن في إحدى القراءات العشر وهي قراءة ابن كثير؛ والحكمة من التكبير أن فيه إظهار فرحٍ بعودة الوحي إلى النبي بعد انقطاعه.