الصراع يشتعل في إثيوبيا.. قوات تيجراي تقصف مطار أسمرة وتهدد بتحويل المنطقة إلى كتلة من الجحيم

الموجز

أكد دبرصيون جبراميكائيل زعيم إقليم تيجراي الإثيوبي المتمرد اليوم الأحد إن قواته أطلقت صواريخ على مطار العاصمة الإريترية أسمرة، في تصعيد كبير يزيد المخاوف من اندلاع حرب أوسع في منطقة القرن الأفريقي.

وقال دبرصيون إن قواته تتعرض لهجوم «على عدة جبهات»، متهما إريتريا المجاورة بإرسال دبابات وقوات بالآلاف إلى داخل تيجراي دعما لهجوم الحكومة الإثيوبية.

وأضاف في رسالة نصية إلى رويترز «تهاجمنا بلادنا بالاستعانة بدولة أجنبية هي إريتريا. (إنها) خيانة!»، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل أو دليلا على مزاعمه.
ومع تقييد الوصول إلى الإقليم وانقطاع معظم الاتصالات فيه لم يتسن لرويترز التحقق من تأكيدات كل طرف بخصوص الصراع المستمر منذ 12 يوما.

ولم يتسن بعد الوصول لمسؤولين حكوميين في إريتريا والعاصمة الإثيوبية أديس أبابا للتعليق.

وكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على تويتر اليوم الأحد أن إثيوبيا قادرة على تحقيق أهدافها في تيجراي «بنفسها»، لكنه لم يتطرق لمزاعم دبرصيون.

ونفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد صحة ذلك، وقال لرويترز «لسنا طرفا في الصراع».

ونفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد الأسبوع الماضي أن قواته أرسلت قوات لإثيوبيا، وقال لرويترز «لسنا طرفا في الصراع».

كان أبي قد شرع في الحملة العسكرية على تيجراي يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بعدما اتهم القوات المحلية بمهاجمة قوات اتحادية متمركزة في الإقليم الشمالي الذي يقع على الحدود مع إريتريا والسودان ويسكنه زهاء خمسة ملايين نسمة.

وتتهم الحكومة قادة تيجراي بالخيانة وتقول إن عملياتها العسكرية تستهدف الحفاظ على حكم القانون. وهيمن التيجرانيون على الائتلاف الحاكم قبل وصول أبي، الذي ينحدر من إقليم أمهرة، إلى السلطة عام 2018. ويقولون إن أبي همشهم منذ ذلك الحين، وهو ما ينفيه رئيس الوزراء.

وتسبب الصراع في مقتل المئات على الجانبين وفرار ألوف إلى السودان كما أنه يهدد بزعزعة استقرار مناطق أُخرى في إثيوبيا والقرن الأفريقي. وكانت مجموعة الأزمات الدولية حذرت في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني من أن أي مشاركة لإريتريا في الصراع قد تجر السودان بدوره أيضا.

ودشنت مصر والسوان تدريبات عسكرية مشتركة أمس السبت، وفقا لوزارة الدفاع المصرية. ويعمد البلدان إلى تعزيز علاقاتهما وسط نزاع مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.

وقال مهاري تاديلي ميرو، الأستاذ بمعهد الجامعة الأوروبية، إن الصراع من شأنه أن «يحول القرن الأفريقي إلى ساحة دولية للحرب»، مضيفا أنه «سيغير طبيعة وشروط الحروب بالوكالة المندلعة بالفعل في اليمن وشمال إفريقيا والشرق الأوسط» من خلال اجتذاب القوى الإقليمية المتنافسة.

خاضت إريتريا وإثيوبيا حربا مدمرة من عام 1998 إلى عام 2000.

وفاز أبي بجائزة نوبل للسلام في 2019 لتوصله إلى سلام مع إريتريا التي لا تزال حكومتها معادية لقيادة إقليم تيجراي بسبب دورها الكبير في تلك الحرب.

وتحدث خمسة دبلوماسيين إقليميين لرويترز عن إطلاق ثلاثة صواريخ على الأقل من إثيوبيا على العاصمة الإريترية مساء السبت، وقال ثلاثة من الدبلوماسيين إن اثنين على الأقل من تلك الصواريخ سقطا على مطار أسمرة.

غير أن السفارة الأمريكية في أسمرة قالت اليوم الأحد إنه ليس هناك ما يشير إلى أن المطار تعرض لقصف.

وانقطعت خطوط الهاتف إلى إريتريا في أعقاب أنباء الهجمات الصاروخية مساء أمس السبت. وقال دبلوماسي لرويترز قبل وقت قصير من انقطاع الاتصالات إن سكان أسمرة تحدثوا عن انقطاع الكهرباء وقالوا إن البعض يغادر المدينة خوفا مما قد يحدث.

وقال دبرصيون لرويترز إن إريتريا أرسلت 16 فرقة إلى إثيوبيا لكنه لم يقدم تقديرا لحجم القوات التي يعتقد أنها أرسلتها. ولدى إريتريا جيش نظامي ضخم تقدره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بنحو 200 ألف فرد.

وتتهم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أبي أيضا باستخدام طائرات مُسيّرة تابعة للإمارات من قاعدة عسكرية في إريتريا لمهاجمة الإقليم.

وقال جيتاشو رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي، «يستفيد أبي من دعم طائرات إماراتية مُسيرة متمركزة في عصب في حربه المدمرة على شعب تيجراي». ولم يرد مسؤولون إماراتيون بعد على طلبات للتعليق.

وقال العديد من اللاجئين الإثيوبيين الذين وصلوا إلى بلدة حمداييت السودانية لرويترز أمس السبت إن إريتريا قصفت مناطقهم. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة ذلك الزعم من مصدر مستقل.
وقال اللاجئ ناكسيام جورو (22 عاما) الذي يعيش قرب الحدود «تعرضنا لقصف بالمدفعية من‭ ‬ناحية الحدود الإريترية. رأيت أناسا يُقتلون في الشوارع».

وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد إن 20 ألف إثيوبي على الأقل عبروا الحدود إلى السودان. وتحاول المنظمة الدولية ووكالات إغاثة محلية مساعدة اللاجئين الذين يصلون دون متاع أو مؤن تذكر.

وامتد القتال أيضا لولاية أمهرة الإثيوبية التي تقاتل قواتها إلى جانب القوات الاتحادية في تيجراي. وأُطلقت صواريخ على مطارين في أمهرة في وقت متأخر يوم الجمعة

فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنه رد على الضربات الجوية الحكومية على منطقتها.

وتقول حكومة أبي إن الجيش الإثيوبي يشن ضربات جوية في محاولة لتدمير عتاد يشمل مخازن أسلحة يسيطر عليها المتمردون. ويقول خبراء إن قوات تيجراي تحوز الكثير من العتاد العسكري.

تم نسخ الرابط