أوغادين.. قصة الإقليم الصومالي الذي سيشعل الحرب الأهلية في إثيوبيا

الموجز

ما زالت تطورات الصراع في إثيوبيا تلقي بظلالها على الدولة الأكبر في منطقة القرن الإفريقي وقد تنذر باشتعال حرب أهلية تنتهي بتفتت البلاد لولايات مستقلة.

فبعد تأكيد إثيوبيا مواصلة العمليات العسكرية ضد قادة إقليم تيغراي شمال البلاد، لا تزال مواقف الولايات والأقاليم الأخرى غير واضحة، رغم تقديرات الخبراء أن إقليم أورومو لن ينزلق للصراع في الوقت الحالي، وكذلك إقليم بني شنقول قمز، على الرغم من وجود تحفظات لدى كليهما على الحكومة الفيدرالية ومشاكل مع إقليم تيغراي نفسه.
كما أن لدى إقليم أوغادين، الذي تسكنه قبائل تمتد جذورها إلى الصومال، نزاعات مع تيغراي حيث كانت جبهة تحرير شعب تيغراي تسيطر على إثيوبيا طيلة ثلاثة عقود ماضية، وجاء رئيس الوزراء الحالي، أبي أحمد، ليبعدهم عن السلطة تدريجياً منذ بلوغه منصب رئاسة الوزراء في 2018.

وفي السياق كشف عبد الحكيم علي ياسين، سفير الصومال في إندونيسيا، لـ"العربية.نت"موقف إقليم أوغادين الذي يعرف بالمنطقة الصومالية من النزاع الدائر وفي أي اتجاه يقف.

ويقع الإقليم في المنطقة بين غرب الصومال وشرق إثيوبيا، ويحده من الشمال الشرقي جيبوتي وغالبية سكانه من أصول صومالية.

لم تستقر أموره، بحسب ياسين، إلا بعد وصول أبي أحمد للسلطة ومنح سكانه كامل التصرف، وإعادة المعارضين المقيمين في الخارج، الذين عانوا من اضطهاد إقليم تيغراي، وقد تولى رئاسة أوغادين مصطفى محمد عمر، الذي أعاد الهدوء للإقليم بدعم من أبي أحمد.

كما كشف أن ميليشيات إقليم تيغراي ارتكبت مجازر كبيرة بحق سكان أوغادين، كما اقتحم عناصرها العاصمة الصومالية مقديشيو عام 2007 وارتكبوا مذابح أخرى وجرائم حرب، ولذلك فور تولي أبي السلطة أبعدهم عن الحكم، وأعاد السلطة كاملة لسكان الإقليم حيث رحب قادة الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين بانتخاب مصطفى محمد عمر رئيسا للإقليم في العام 2018 ومن وقتها يعيش سكان الإقليم في هدوء وسلام، وهو ما يجعلهم يقفون مع رئيس الوزراء الإثيوبي في مواجهته مع تيغراي.

إلى ذلك، أكد أن إقليم تيغراي رفض كافة مبادرات الصلح السابقة في أوغادين والتي تدخلت الجامعة العربية أكثر من مرة لإبرامها من أجل إعادة الهدوء والسلام والاستقرار وتدخل الأمين العام للجامعة وقتها عمرو موسى أكثر من مرة لتوقيع اتفاق سلام، لكنه كان يصطدم برفض قادة تيغراي، مضيفاً أن الإقليم لديه نزاعات سابقة مع أريتريا وكل دول القرن الإفريقي، وهو ما قد يجعل كل هذه الدول مؤيدة لموقف أبي أحمد في معركته مع الإقليم.
لكن السؤال هل يتطور الأمر لحرب أهلية قد تشارك فيها الأقاليم الأخرى مع الحكومة الفيدرالية ضد تيغراي خاصة إذا استبعدنا إقليم أورمو وبني شنقول قمز اللذين لديهما مشاكل مع الحكومة وتيغراي معا؟

يوضح السفير الصومالي أن على دول العالم أن تتفهم الموقف جيدا في إثيوبيا، وتتدخل في الوقت المناسب لمنع اندلاع حرب أهلية وتحاول لجم إقليم تيغراي، الذي قد يتسبب بالفعل في اشتعال حرب مدمرة في منطقة تعد من أهم مناطق العالم استراتيجيا واقتصاديا.

تم نسخ الرابط