روشتة سهلة للوقاية من العين والحسد
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين وقد أمر الله نبيه محمدا-صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾[الفلق: 5]
فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه، وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها. (من زاد المعاد بتصرف)
وقد ثبتت الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في الإصابة بالعين فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يأمرني أن أسترقي من العين» وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: «العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا» وأخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه
قال ﷺ : «العين حَقٌّ ، ولو كان شَيْءٌ سابق القَدَر سبقته العين» رواه مسلم.
ولما صُرع أحد الصحابة قال النبي ﷺ للعائن: «علام يَقتُلُ أحدكم أخَاهَ، إذا رأَى أحدُكم من أخيه ما يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ له بالبَرَكَة».
فينبغي للمسلم أن يتحرز من العين بفعل ما أباحه الله تعالى من الرُّقى النافعة، كقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي.
وقد كان النبي ﷺ، يعوذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كلِّ عين لامة». ويقول: «هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام».
ومن التعوذات: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» و «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شَرِّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون».
ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه، والتعوذات النبوية والقرآن.