كل حديث فيها يمثل قاعدة عظيمة من قواعد الدين.. يبعث صاحبها يوم القيامة في زمرة الفقهاء.. كل ما تريد معرفته عن الأربعين النووية
الأحاديث النووية، ويطلق عليها الأربعين النووية، سميت بذلك نسبة الى الإمام النووي وهي 42 حديث من الأحاديث الصحيحة والتي هي من اسس العقيدة .
الإمام النووي صاحب أشهر ثلاثة كتب يكاد لا يخلو منها بيت
مسلم وهي :
الأربعين النووية " و"الأذكار" و "رياض الصالحين".
وبالرغم من قلة صفحات هذه الكتب وقلة ما بذل فيها
من جهد في الجمع والتأليف إلا أنها لاقت هذا الانتشار والقبول الكبيرين بين الناس وقد عزى كثير من العلماء ذلك، إلى إخلاص النووي.
وهى أحاديث نبوية قام بتجميع ستة وعشرين حديثا منها الامام الحافظ ابا عمرو بن الصلاح ثم اتمها الامام النووى الى اثنين واربعين حديثا وسميت بالأحاديث النووية .
اسباب تجميع الامام النووى للأحاديث الاربعين
الاسباب مستمدة من مقدمة الامام النووى :
1- عن على بن ابى طالب وعبد الله بن ابى مسعود
ومعاذ ابن جبل وابى الدرداء وابن عمر وابن عباس
وانس بن مالك وابى هريرة وابى سعيد الخضرى
رضى الله عنهم من طرق كثيرات بروايات متنوعة :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
من حفظ من امتى أربعين حديثا من امر دينها بعثه الله
يوم القيامة فى زمرة الفقهاء والعلماء .
وفى رواية آخرى : بعثه الله فقيها عالما .
وفى اخرى لأبى الدرداء : كنت له شافعا وشهيدا .
وفى رواية ابن مسعود :
قيل له ادخل من اى ابواب الجنة شئت .
وفى رواية ابن عمر :
كتب فى زمرة العلماء وحشر فى الشهداء .
"حديث ضعيف" ملحوظة اتفق العلماء جواز الاخذ بالأحاديث الضعيفة فى فضائل الامور .
2-لم يكن اعتماد الإمام النووى على الحديث السابق
كما ذكر بنفسه فى مقدمة كتابه
انما على قوله صلى الله عليه وسلم :
ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وقوله صلى الله عليه وسلم :
نضر الله امرء سمع مقالتى فوعها فأدها كما سمعها ..
3- الكثير من العلماء جمع الأربعين فى اصول الدين وبعضهم فى الفروع وبعضهم فى الجهاد وبعضهم فى
الزهد وبعضهم فى الاداب .
وقد رأى الامام النووى جمع أربعين حديثا مشتملة على جميع ذلك فكل حديث فى ذاته قاعدة عظيمة من قواعد
الدين فمن خلال شرح الحديث ومعرفة اهميته يمكن استنباط ما يرشدنا اليه الحديث من نواحى فقهية وكلها صحيحة .
أحاديث إبن رجب في كتاب جامع العلوم والحكم:
يتضمن الكتاب شرح خمسين حديثاً منتقاة من جوامع الأحاديث النبوية الشريفة، يندرج تحتها معان كثيرة في ألفاظ قليلة
وهي مما خص الله به رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأصل هذا الكتاب ستة وعشرون حديثاً جمعها الإمام
أبو عمرو عثمان بن موسى الشهرزوري الشهير بابن الصلاح .
ثم إن الإمام النووي زاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثاً وسمى كتابة الأربعين
ثم إن الحافظ ابن رجب ضم إلى ذلك كله ثمانية أحاديث
من جوامع الكلم الجامعة لأنواع العلوم والحكم
فبلغت خمسين حديثاً
ثم استخار الله تعالى إجابة لجماعة من طلبة العلم في
جمع كتاب يتضمن شرح ما يسَّر الله من معانيها
وتقييد ما يفتح به سبحانه من تبيين قواعدها ومبانيها
وقد اعتنى في شرحه هذا بالتفقه في معاني الأحاديث النبوية وتفسير غريبها، وشرح غامضها، وتأويل مختلفها وبيان أحكامها الفقهية والعقدية التي تضمنتها
وما اختلف فيه العلماء منها.
وقد توفي الإمام النووي "شابا"في مقتبل العمر بعد أن بلغت مؤلفاته الشيء الكثير مما يشهد على صدق إخلاصه وذكائه .