رامي مخلوف.. معلومات عن الرجل الذي يهدد عرش بشار الأسد في سوريا
يبدو أن المشاكل السياسية التي تقابل الرئيس بشار الأسد ستزداد واحدة، بعد أن قام رامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال الرئيس السوري، بمناورة تمثلت بإعلانه تقديم معونات لذوي قتلى ومصابي جيش النظام، بعدما كانت المنحة مقدمة لمتضرري حرائق اللاذقية، والتي ضربت المنطقة ما بين التاسع والثاني عشر من أكتوبر الماضي.
وفي التفاصيل، أعلن مخلوف على حسابه الفيسبوكي، الثلاثاء، تغيير "وجهة" منحته المالية التي أعلنها بمقدار سبعة مليارات ليرة سورية لصالح متضرري حرائق اللاذقية، لتكون لصالح ذوي قتلى ومصابي جيش النظام، بعدما أعلنت أسماء الأخرس، زوجة الأسد، جمعها مبلغ ستة مليارات ليرة، لصالح المتضررين.
وتطرق مخلوف، علناً، إلى ما كان يدور في الخفاء، عن تنافس بينه والأسد، أو بينه وزوجة رئيس النظام، وقال في تدوينته: "دورنا تكميلي وليس تنافسياً" دون أن يحدد الجهة المقصودة بالتنافس.
وحدد مخلوف في تدوينته، مبلغ 100000 ألف ليرة سورية، لكل عائلة قتيل أو جريح في جيش النظام، و50000 ألف ليرة لكل عائلة مصنفة فقيرة، تبعا لما ذكره في منشوره، معلنا حصيلة المبلغ المقدم معونة، وهو خمسة مليارات ليرة لصالح عائلات قتلى ومصابي جيش الأسد، وملياران للعائلات الفقيرة.
وأقر مخلوف، بأنه "تم تعديل وجهة المنحة" مقرا في الوقت نفسه، أن ثمة من قام في نظام الأسد، بجمع مبالغ تبرعات قدمت لمتضرري حرائق اللاذقية، دون أن يسميه، وهو أسماء الأخرس، زوجة الأسد، عندما أعلنت جمعيتها "الأمانة السورية للتنمية" أنها جمعت 6 مليارات ليرة سورية، ستقدم كمساعدات لمتضرري حرائق اللاذقية، رداً على إعلان مخلوف السابق بأنه قدم معونات بقيمة 7 مليارات ليرة لهم.
وعلى غرار تهديداته السابقة، توعّد مخلوف النظام، قائلا إن من "يحرم الناس من رحمة الله، فإن الله يحرمه من رحمته، فيبقى غضبه بلا رحمة فيتجلى اسمه الضّار أو القهار أو الجبّار أو المُذل ليفتك بالبشر والشجر والحجر... والله أعلم"، بحسب كلامه الذي سبق وتوجه به إلى نظام الأسد، في تدوينات سابقة.
ويشار في هذا السياق، إلى أنها المرة الأولى التي يقر فيها مخلوف بأن هناك ثمة تنافسا بينه والنظام السوري، خاصة في ظل الأنباء عن دور محوري لأسماء الأخرس، زوجة الأسد، بإقصائه، وإحلال رجال أعمال بديلا منه، كواجهة اقتصادية للنظام.
وبرز التنافس على أشده، بين مخلوف من جهة، وأسماء الأخرس زوجة الأسد، من جهة ثانية، على بيئة الأسد في الساحل، خاصة، بحسب محللين، رأوا أن أسماء استطاعت "إنهاء" رامي، وإبداله بآخرين عادة ما يصفهم بأثرياء الحرب، حسب تدويناته.
في السياق، وفي شبه إقامة يومية، ظهرت أسماء الأسد، في مختلف قرى الساحل السوري، بعدما أعلنت جمع مليارات ستة لصالح متضرري الحرائق، ورأي بعض المحللين أن ظهورها المكثف في المنطقة المحسوبة على مخلوف، هو إعلان نهائي بهزيمته وعدم وجود أي أثر له في بيئة الأسد، في الساحل خاصة.
وكان الخلاف اندلع، العام الماضي، بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف، وهو معاقب دولياً ومحجوز على أمواله، بسبب تورطه بقضايا فساد مكنته من جمع ثروات طائلة تقدر بمليارات الدولارات، وبسبب دعمه أعمال الأسد العسكرية التي أدت إلى مقتل وإصابة وتهجير ملايين السوريين، عندما أصدرت مؤسسات النظام قرارات بالحجز الاحتياطي على أمواله، لحاجة الأسد الماسة إلى سيولة دولارية بعد أزمته الاقتصادية الخانقة، إلا أن مخلوف رفض الدفع، فأصدر الأسد عدة قرارات عقابية بحقه، كالمنع من السفر، والحجز على غالبية أمواله المنقولة وغير المنقولة، وتعيين حارس قضائي على أهم شركاته، كسيريتل للاتصالات الخلوية، وشركة شام القابضة.
ويعتبر مخلوف، بالأصل، واجهة آل الأسد الاقتصادية، بعد أبيه محمد، ويدير ثروة تقدر بالمليارات، جمعت على حساب قوت السوريين، إلا أن الخلاف اندلع بينهما، بسبب امتناع مخلوف، عن تقدم مليارات الدولارات للأسد، فنشب الخلاف، ووصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، عندما بدأ مخلوف، ومنذ نهاية أبريل الماضي، بالظهور المصور، مخاطبا الأسد، أو متوسلا، أو مهددا له ولنظامه، في بعض المرات.