سري جدا.. وفاة 676 ألف مواطن عربي خلال 50 يوما لهذا السبب
أكد التقرير السنوي لمنتدي البيئة والتنمية في الدول العربية «أفد» الذي أطلق، الثلاثاء، في افتتاح فعاليات المنتدى الحادي عشر ببيروت أن أكثر من 676 ألف مواطن عربي سوف يفقدون حياتهم قبل الأوان سنة 2020 نتيجة التعرض للمخاطر البيئية التقليدية.
وتشمل الأمراض المدفوعة بالأسباب البيئية في البلدان العربية أمراض القلب والأوعية الدموية، والإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والسرطان.
وأفاد التقرير أن العوامل الرئيسية للأخطار البيئية لهذه الأمراض هي تلوث الهواء الخارجي والداخلي، وعدم توافر المياه النظيفة، والتلوث البحري، والتمدد الحضري غير المنضبط، وتدهور الأراضي، والتعرُّض للنفايات والمواد الكيميائية الضارة.
وسلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الافتقار إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة، مشيرا إلى أن نحو 50 مليون عربي يفتقرون إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، كما ان 74 مليون شخص في المنطقة لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية.
وأكد أن خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة السيئة هي السبب في 40 ألف وفاة مبكرة سنوياً، كان في الإمكان تجنّبها.
وبحسب التقرير فإن 9 دول فقط من أصل 22 دولة عربية تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة من حيث المياه النظيفة والصرف الصحي، كما أدّت الحروب وتدفّق الاجئين إلى زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة أصلاً.
ودعا التقرير البلدان إلى تطوير وتنفيذ برامج المياه والصرف الصحي، والتزام التمويل الكافي، وتعزيز الظروف والإجراءات التي تجعل تنفيذ السياسات والقوانين والخطط القوية ممكنة. وبالنسبة لتلوث الهواء فقد تتجاوز مستويات تلوث الهواء ما بين 5 و10 أضعاف الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
وتُعدّ مدن عربية عدة من المدن الـ20 الأكثر تلوثاً في العالم، كما سُجّل ارتفاع كبير في عدد الوفيات التي تُعزى إلى تلوث الهواء الداخلي والخارجي، وأضاف التقرير أن العبء الإجمالي للمرض الناجم عن تلوث الهواء آخذ في الازدياد، مع ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب والرئة، والإصابة بالسرطان، والمزيد من حالات الربو.
وأشاع ظهور فيروس كورونا وانتشاره إحساساً إضافياً بالضرورة الملحّة، لتحسين نوعية الهواء، إذ أظهرت الدراسات أدلّة على العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة الحالات وحدّتها، ولذلك يتعين تحسين مستويات تقويم المخاطر الصحية المستندة إلى معلومات، بناءً على دراسات رصد الهواء والنمذجة، التي ستزوّد صانعي السياسات العرب الأدوات الصحيحة للحدّ من تأثير تلوث الهواء على الصحة العامة.
وحذر التقرير، من تزايد توليد النفايات الصلبة في المنطقة العربية بمعدّل يُنذر بالخطر، نظراً إلى النمو السكاني السريع والتوسع الحضري المنفلت والتغيُّرات في أنماط الاستهلاك والإنتاج، مشيرا إلى ضرورة أبرز المشاكل الصحية التي تُعزى إلى إدارة النفايات على نحو غير ملائم: إضطرابات الجهاز التنفسي، التهابات العين، التهابات الجهاز الهضمي، وأن 53 في المئة من كل النفايات تُرمى عشوائياً بطريقة غير صحية، وقد زادت جائحة كوفيد-19 من استعمال المواد ذات الإستخدام الواحد، مثل الأقنعة والقفازات، مما ولّد المزيد النفايات الخطرة.
وأوضح التقرير أن الآثار الصحية المباشرة لتغيُّر المناخ، أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وضربات الشمس. ومن المتوقع أن تؤدي زيادة الحرارة درجة مئوية واحدة إلى زيادة معدل الوفيات بنسبة 3 في المئة.
كما تفتقر المنطقة إلى حدٍ كبير إلى خطط التكيُّف الوطنية التي تتناول الاستجابات التشريعية والعملية، بناءً على المخاطر الصحية المتوقعة، لموجات الحر والظواهر الجوية الشديدة وتلوث الهواء والأمراض المعدية.
تحتاج البلدان العربية، أن تكتسب فهماً أفضل للعوامل المختلفة التي تؤثر على نتائج تغيُّر المناخ على الصحة، من أجل تصميم استراتيجيات فعالة للتخفيف والتكيُّف، تلبّي الحالة الخاصة بكل بلد، مع تأثيرات مباشرة وواضحة على صحة السكان.