أخفاها أحد البحارة العرب.. كانت سبباً في عودة البطريرك الهارب..أمر عمرو بن العاص ببناء كنيسة خاصة لها..تعرف علي حكاية رأس المقدسة

جريدة الموجز

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الموافق 30 من شهر بابة بظهور رأس القديس مار مرقس الإنجيلي وتكريس الكنيسة التي بُنيت عليها.

ولهذه الرأس المقدسة أسرار وحكايات لا يعرفها البعض، ومنها حكاية خاصة مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه.. وهي ما تستعرضه الموجز في التقرير التالي:

ظل جسد القديس مار مرقس ورأسه معاً في تابوت واحد، حتى سنة 644 م.

وكان هذا التابوت محفوظاً في كنيسة بوكاليا أو دار البقر بالإسكندرية.

وفي أحد الأيام من سنة 644م، دخل أحد البحارة العرب إلى الكنيسة، فوجد التابوت وتوهم أن فيه ذهباً ووضع يده في التابوت، فوقعت يده على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في أسفل المركب.

معجزة القديس

ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير، أبحرت كل السفن وخرجت من ميناء الإسكندرية، ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس؛ فلم تتحرك إطلاقاً رغم محاولات البحارة في بذل جهودهم لإخراجها؛ عند ذلك علموا أن في الأمر سراً، فأمر عمرو بن العاص بتفتيش السفينة؛ فوجدوا الرأس مخبأة فيها، فأخرجوها من السفينة، واحتفظ بها عمرو، وبعدها تحركت السفينة حالاً، ففهم عمرو بن العاص ومَنْ معه أن تأخُّر السفينة كان بسبب وجود الرأس المقدسة فيها، فأحضر البحار الذي خبأها، فاعترف بجريمته فعاقبه.

البطريرك الهارب

ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وكان هو الأنبا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين، وكان هارباً ومختبئاً بأديرة الصعيد، فكتب له عمرو بن العاص خطاباً بخط يده يطمئنه ويعطيه الأمان، ويطلب منه الحضور.

 

فحضر البابا بنيامين واستلم منه الرأس المقدس، بعدما قصَّ عليه عمرو بن العاص المعجزة العظيمة التي حدثت منها، ثم أعطاه عشرة آلاف دينار ليبنى بها كنيسة عظيمة على اسم صاحب هذه الرأس، فشكره البابا واحتفظ بالرأس في قلايته بدير مطرا إلى أن يتم بناء الكنيسة.

 

ثم بدأ في بناء الكنيسة التي عُرفت باسم المعلَّقة بالإسكندرية الكائنة في شارع المسلة بالثغر. ولكنه لم يستطع إكمالها، فأتمها خليفته البابا أغاثون وكرسها في مثل هذا اليوم، ووضع فيها الرأس المقدس.

 

خلفاء القديس

 

جدير بالذكر أنه من طقس رسامة البطاركة خلفاء القديس مار مرقس الرسول أن يتوجه البابا ثاني يوم رسامته إلى رأس مار مرقس الإنجيلي الرسول، وصحبته الأساقفة والكهنة والشعب فيضرب الميطانية أمام الرأس المقدس ، ثم يرفع البخور أمام الرأس ويقرأ مقدمة إنجيل مرقس ، ويختم الصلاة بالتحليل والبركة.

ثم يدخل إلى حجرة وحده، ويأخذ الرأس المقدس ويضعها في حِجْرِهِ، وينزع عنها الكسوة القديمة، ويكسوها بكسوة جديدة من الحرير، ويخيط عليها. وبعد ذلك يظهر للناس وهي في حجره. ليقبلوها واحداً واحداً حسب رتبهم. ويتبارك هو من مؤسس الكرازة المرقسية.

تم نسخ الرابط