وثائق تؤكد دعم أردوغان لتنظيم القاعدة في أذربيجان
كشفت وثائق مسربة عن تورط النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، في مساعدة رموز تنظيم القاعدة الإرهابي في أذربيجان، وأفصحت وثائق نشرها مؤخرًا موقع «نورديك مونتيور» السويدي، عن دور رئيس جمعية الأعمال التركية الأذرية، حسين بيوكفيرات، في تأسيس جمعية خيرية باسم مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية (IHH)، التي تبين لاحقًا أنها خلية تركية تابعة لتنظيم القاعدة في أذربيجان.
ووفقًا لوثائق سرية عرضها الموقع السويدي، فإن بيوكفيرات، الممثل السابق لهيئة الإغاثة الإنسانية في القوقاز، كان قد أدار عمليات الهيئة تحت ذريعة العمل الخيري، بينما كان ذلك ستارًا لاتصالاته بجماعة القاعدة التركية التي تسمى «تحشية جيلر».
وتنصتت سلطات إنفاذ القانون التركية على هاتف بيوكفيرات عندما تحدث إلى زعيم تنظيم القاعدة الملا محمد، اسمه الحقيقي محمد دوغان، بشأن الخطط وتحويلات الأموال.
ومثّل بيوكفيرات البالغ من العمر 48 عامًا، هيئة الإغاثة في القوقاز بين عامي 1994 و 2000. وعلى الرغم من ترك منصبه إلا أنه أدار سلسلة محلات تجارية في أذربيجان. واستمر بيوكفيرات في العمل بصفة غير رسمية حتى أنه غالبًا ما استخدم العديد من الأسماء الحركية مثل عبد الرحمن وأبو أبرار. وتم ترحيله من أذربيجان بسبب أنشطة متطرفة في عام 2003 لكنه تمكن من العودة بعد سنوات قليلة.
وأعلن المدعي العام التركي الذي حقق مع الملا محمد، الداعية المتطرف الذي دعا علانية إلى الجهاد المسلح، عن دعمه لأسامة بن لادن، وحث على قطع رؤوس الأمريكيين، وأدرج بيوكفيرات في باكو كمشتبه به.
ومنح قاضٍ في 8 يونيو الماضي تصريحًا بالتنصت على المكالمات الهاتفية (+905327046154 و +994502165152). وتمت أيضًا مراقبة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به [email protected] و[email protected] لمدة ستة أشهر. وتم تفتيش منزله في 22 فبراير 2010 عندما نفذت الشرطة أوامر اعتقال وتفتيش ومصادرة صادرة عن قاضٍ كجزء من التحقيق مع مجموعة الملا محمد.
وفي مواجهة مذكرة توقيف معلقة، بقي بيوكفيرات بعيدًا عن تركيا لمدة ثمانية أشهر، وقرر في النهاية العبور عبر الحدود البرية من سوريا بدلاً من السفر مباشرة إلى إسطنبول من باكو. ثم سافر إلى إيران براً واستخدم الحدود السورية التركية لدخول تركيا. واحتجزته الشرطة في محافظة شانلي أورفا الحدودية، وأحالته إلى محكمة ديار بكر، ثم تبين أن المدعي العام في ديار بكر صديق لعائلة بيوكفيرات، وتم الإفراج عنه على ذمة المحاكمة.
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس التحقيق في الجرائم المالية (MASAK) بتاريخ 26 يوليو 2010، قام بيوكفيرات شخصيًا بتوفير التمويل للمجموعة في ذلك الوقت. فيما تشير سجلات المحكمة إلى أن بيوكفيرات حول حوالي مليوني ليرة تركية لعمليات «تحشية جيلر».
وفي تسجيل لمكالمات هاتفية بتاريخ 21 مايو 2009، أبلغ بيوكفيرات الملا محمد عن مجندين جدد في أذربيجان وأخبره أن كتاب الملا محمد الأول قد ترجم إلى اللغة الأذرية، وسينشر قريباً باللغة الروسية. وأبقى بيوكفيرات على المحادثة الهاتفية، وقال إنه متورط في «أشياء مهمة».
وعلى الرغم من توجيه الاتهام إلى الملا محمد ورفاقه ومحاكمتهم، إلا أن أردوغان بدأ في الدفاع عن الجماعة في عام 2014. وبدأت حملة إنقاذ الملا محمد لأول مرة من قبل صحيفة «صباح» التركية، المملوكة لعائلة أردوغان، في 13 مارس 2014.
وحاول المقال المذكور تصوير الملا محمد كضحية، وزعمت الحكومة أنه يتعرض لحملة تشويه من قبل حركة جولن، وهي جماعة تنتقد بشدة أردوغان في مجموعة من القضايا من الفساد إلى تسليح تركيا للجماعات الجهادية في سوريا وليبيا.