ماذا يحدث في إثيوبيا؟.. سقوط مئات القتلى.. والحركات الانفصالية تستعد لحرب أهلية.. وأبي أحمد يرسل تطمينات كاذبة
بعد تكثيف العملية الأمنية في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، ووسط مخاوف من حرب مدمرة في البلاد، لا سيما مع وجود مخازن أسلحة ضخمة في المنطقة، خرج رئيس الوزراء آبي أحمد الاثنين، ليطمئن أنه لا مخاوف من انزلاق البلاد في فوضى، مشيرا إلى أن عمليات إنفاذ القانون ستنتهي قريبا.
وقال: "عملياتنا تهدف إلى فرض سيادة القانون لضمان السلام والاستقرار من خلال تقديم المتسببين في زعزعة الاستقرار للعدالة".
في حين، أعلنت مصادر عسكرية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز، سقوط مئات القتلى في الصراع. وقال مسؤول عسكري في منطقة أمهرة المجاورة، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 500 من قوات تيغراي بينما ذكرت ثلاثة مصادر أمنية أخرى أن الجيش الإثيوبي خسر المئات أيضا خلال دفاعه عن القاعدة.
وكثف رئيس الوزراء الإثيوبي حملته العسكرية في تيغراي، أمس الأحد، عبر شن ضربات جوية مكثفة، ما زاد المخاوف من تصاعد التوتر واندلاع حرب أهلية.
كما تجاهل دعوات من الأمم المتحدة والحلفاء في المنطقة للتفاوض مع القادة المحليين في الإقليم، وهي موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018.
وشن أبي حملة عسكرية الأسبوع الماضي في الإقليم، قائلاً إن القوات الموالية للقادة هناك هاجمت قاعدة عسكرية وحاولت سرقة بعض المعدات، متهماً القادة في تيغراي بتقويض إصلاحاته الديمقراطية.
ومنذ ذلك الحين، تقصف طائرات حربية حكومية أهدافا في المنطقة المتاخمة للحدود مع السودان وإريتريا، وتحدث العاملون في مجال الإغاثة أمس الأحد عن معارك عنيفة في عدة أجزاء من المنطقة لقي فيها ستة على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات.
علاوة على ذلك، عين أبي أمس قادة جددا للجيش والمخابرات والشرطة الاتحادية ووزيرا جديدا للخارجية، وهي تغييرات يقول محللون إنها جمعت حلفاء مقربين في مناصب عليا مع تصاعد حدة الصراع.
كما دعا في خطاب بثه التلفزيون المجتمع الدولي إلى "فهم سياق الأحداث والتجاوزات المستمرة" التي يرتكبها قادة منطقة تيغراي والتي دفعت الحكومة إلى إطلاق هذه العملية "لإنفاذ القانون".
لكن الزعماء في تيغراي يقولون إن أبي، وهو من الأورومو أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، استهدفهم بطريقة غير عادلة ضمن حملة على انتهاكات حقوق الإنسان والفساد في الماضي.
هذا ويقول محللون إن قوات جبهة تحرير شعب تيغراي، وهي الجبهة التي تحكم المنطقة، هي قوات متمرسة على القتال في المعارك، وتمتلك مخازن ضخمة من المعدات العسكرية. وبحسب المجموعة الدولية للأزمات، يصل عددهم مع حلفاء آخرين في المنطقة إلى 250 ألف مقاتل.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي لعبت دورًا رئيسيًا في الائتلاف الحاكم في إثيوبيا قبل أن يتولى أبي السلطة في عام 2018، وأعلن عن إصلاحات سياسية شاملة فاز على إثرها بجائزة نوبل للسلام العام الماضي.