عاجل.. تقرير دولي يفضح مذابح أبي أحمد في أثيوبيا
كشفت مجلة الـ “إيكونوميست” البريطانية، أن الحرب الإثيوبية-الأريتيرية التي استمرت عامين، بدأت بمناوشات بين رجال الشرطة الإثيوبيين والجنود الإريتريين في قرية ” بادمي” الحدودية الواقعة على جبل قاحل، وحينها شبّه مراقبون المناوشات بنزاع بين إثنين من الصلع على مشط للشعر.
ولكن تلك الحرب التي بدأت بمناوشات حدودية استنزفت اقتصاد البلدين اللذين يعانيان بشكل كبير من اقتصاد ضعيف بالأساس، وحسب تقديرات لتلك الحرب التي وصفت بالبدائية الشبيهة بالمعارك في الحرب العالمية الأولى، فقدت أسمرة وأديس أبابا حوالي 100 ألف جندي، كما أسفرت الحرب عن نزوح نصف مليون مدني أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم.
ووفقا لـتقرير “إيكونوميست” الذي ترجمه المركز المصري للفكر والدراسات فإن من بين المقاتلين في ” بادمي” كان ضابط الإشارة ” آبي أحمد” والذي وصف هذه الحرب بأنها بوابة للجحيم، وبسبب معايشته التجربة أنهى ذلك الصراع الدامي في 2018 بتنفيذ وعده بسحب القوات الإثيوبية المتمركزة في “بادمي” وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إرتيريا والذي مهد لحصوله على نوبل للسلام.
ولكن الرجل الذي سعى للسلام مع بداية وصوله للسلطة بتوليه منصب رئيس الوزراء عاد الآن لموقع المقاتل، فوجّه آبي أحمد قوات بلاده العسكرية في 4 نوفمبر الجاري إلى إقليم “التيجراي” للتعامل مع المحتجين وفرض الطوارئ في البلاد مستغلا انشغال العالم بمراقبة المنافسة على مقعد رئيس الأمريكي بين المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن.
وبرر “أحمد” الهجوم على مواطنين جبهة “التيجراي” بأنهم نفذوا سطوا على قاعدة عسكرية لذا تدخلت الحكومة الفيدرالية بالعمل العسكري. ويرى رئيس الوزراء أن التمرد الذي تقوم به “التيجراي” قد يؤسس لمبدأ انفصالي بين أقاليم إثيوبيا التسعة لذا فإنه ينبغي “قمعه بالقوة العسكرية”.
واعتبرت المجلة البريطانية أن آبي يخاطر بإقحام بلاده في حرب أهلية و”بلقنتها” وهو المصطلح الذي شاع في نهاية الحرب العالمية الأولى لوصف التشرذم الاثني والسياسي في منطقة البلقان (جنوب شرق أوروبا) لكن يُوظف حاليا للتعبير عن انقسام دولة ما تحتوي على عدة إثنيات وسقوطها في براثن الحرب الأهلية والتطهير العرقي على غرار منطقة البلقان، وهذا يهدد بنقل حالة الاضطراب وعدم الاستقرار إلى البلدان المجاورة.
وبحسب التقرير المنشور في المجلة فإن النزاع في منطقة التيجراي يمكن أن يؤدي إلى جذب قومية “الأمهرة” أيضًا التي عانت من صراعات حدودية مع “التيجراي” على مدى سنوات، كما أنها يمكن أن تمتد لإثارة المزيد من الاضطرابات العرقية في إثيوبيا.