(فيديو) عمرو خالد يوجه نصيحه هامة من سيرة النبي ﷺ

الدكتور عمرو خالد
الدكتور عمرو خالد

قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، إن النبي، صلى الله عليه وسلم، عرض الإسلام على القبائل العربية، التي كانت تقدم إلى مكة خلال موسم الحج، حيث التقى 26 قبيلة على مدار 3 سنوات، قابل خلالها مئات الأفراد، ليعرض عليهم رسالته، لكنه كان يُقابل بالرفض خوفًا من معاداة قريش، إذا آووه ووفروا له الحماية.
وأضاف «خالد» أن النبي عندما كان يعرض نفسه على القبائل كان يطلب الحماية ويعرض الإيمان، ولكن لم يكن هناك أي مقابل مادي أو وعد بحكم، فقد كان كل وعده لهم هو الجنة، وهي تستحق الكثير، كما يقول اللنبي «ألا أن سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله الجنة».
وأشار إلى ما وصفه بـ «الحوار الرائع» الذي دار بين النبي وقبيلة بني شيبان، قائلًا: «هي من أكبر القبائل العربية، وكان بينها وبين الفرس عهود واتفاقات وبينها وبين العرب عهود واتفاقات، وكان لهم ثلاثة قادة، واحد اسمه مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة».
وأوضح أن النبي عرض نفسه عليهم، داعيًا إياهم إلى الدخول في الإسلام، وتوفير الحماية له من قريش، بعد أن أوضح لهم أبعاد الأزمة، حتى يكون الاتفاق على بينة وصدق تامين».
وعندما طلب مفروق أن يعرف شيئًا عن الإسلام، قرأ النبي عليه آيات من سورة «الأنعام» لما وجده من أخلاق في كلامهم، فاختار لهم آيات تدور حول الأخلاق، قرآنية تحضُّ على الأخلاق الحميدة، «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حرَّم رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..» حتى قوله تعالى: «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ثم أراد مفروق أن يعرف أكثر، فقال: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فقال النبي: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ».
ولفت إلى تأثَّر «مفروق» بما سمعه من آيات الله وعلق على ذلك بقوله: «دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال»، بل ذم قريشًا فقال: «ولقد أفك قوم كذبوك، وظاهروا عليك».
وتابع «خالد»: «ثم نظر مفروق إلى هانئ بن قبيصة، والذي رفض التسرع في اتخاذ موقف واضح ناحية كلام النبي، وطلب التروي في الأمر، واقترح الانتظار حتى العودة إلى قبيلتهم واستشارتها، وقال للنبي: "قد سمعت مقالتك يا أخ قريش، ولكن أن نترك ديننا لجلسة جلسناها معك، فإننا أن فعلنا ذلك يكون نقص في الرأي وتسرع في القرار، ولكن نرجع وترجع نفكر وتفكر وننظر وتنظر ثم نلتقي لنرى"، فابتسم النبي ابتسامة رضا».
واستطرد «ثم نظر هانئ بن قبيص إلى المثنى بن حارثة، فقال الأخير، وهو القائد العسكري، والذي أصبح بعد سنوات من كبار الفاتحين الإسلاميين؛ قال له: «قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة»، فقد كان هو الآخر لايود التسرع في دخول الإسلام، ثم أخذ يتحدث عن علاقات بني شيبان التي كانت تسكن على حدود العراق بين الفرس والعرب، قال: «إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثُا ولا نؤوي مُحدثُا، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملو»، ثم ختم كلامه قائلاُ: «أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا».
وأضاف أنه على الرغم من أن هذا العرض في حينه كان انتصارًا للنبي، لكنه رفض، وقال له بكل أدب: «ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق»، شاكرًا لهم حسن توضيحهم، لكنه قال كلمة خالدة: «إنه لايقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه»، وهذا يعني أن الإسلام لايعرف الانتقائية، فإذا قبلت بالإسلام فلتقبله جملة واحدة.

تم نسخ الرابط