تفاصيل مباحثات السيسى مع رئيس المجلس الأوروبى
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس بقصرالاتحادية شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، بحضور السفير كريستيان برجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والسيدة مريم فان دن هيفل كبيرة مستشاري الشئون الخارجية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب فى بداية اللقاء برئيس المجلس الأوروبي في زيارته للقاهرة، مؤكدًا على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار الروابط المتشعبة والمصالح الإستراتيجية المشتركة التي تجمع بين الجانبين.
تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي وسبل الارتقاء بها على مختلف الأصعدة بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن الإقليمي وذلك على ضوء الدور المحوري لكل من مصر والاتحاد الأوروبي في الحفاظ على استقرار وامن منطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط والقارتين الأوروبية والأفريقية.
وفي هذا السياق، أعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التشاور المنتظم لتطوير العلاقات الثنائية بينهما في إطار الاحترام المتبادل والمشاركة الحقيقية على نحو يحقق المصالح المشتركة وينسق المواقف لمواجهة التحديات بالمنطقة.
وبشأن حالة التوتر الحالية بين العالمين الإسلامي والأوروبي وما تلاها من أحداث إرهابية في عدد من الدول الأوروبية؛ ناقش الجانبان باستفاضة حالة الاحتقان الراهنة، حيث أكد الرئيس أن القيم الدينية السامية لا علاقة لها بأعمال التطرف، رافضًا سيادته وصم أية ديانة بالإرهاب، وأهمية التفرقة بين قيم الإسلام الذي يدعو إلى نشر السلام والحوار وقبول الآخر، وبين من يتستر بالدين لتبرير التطرف والإرهاب، مؤكدًا على ضرورة إدراك خصوصية وثقافة الأديان بما تتضمنه من مبادئ وقيم سماوية عظيمة، وهو أمر يتطلب التعامل معه بفهم عميق في إطار من القبول والاحترام وعدم إيذاء المشاعر بالإساءة للرموز الدينية وللمعتقدات المقدسة.
كما أكد الرئيس ان الامر يتطلب ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية لإرساء قيم قبول الآخر والتعايش والتسامح ومد جسور التفاهم والإخاء، مشيرًا سيادته في ذات الوقت إلى التجربة المصرية العريضة في ترسيخ تلك القيم ومبادئ الوسطية ونبذ التعصب والعنف.
من جانبه، أكد "شارل ميشيل" حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون والتشاور مع مصر في كافة المجالات خاصة مكافحة الفكر المتطرف على المستويين الإقليمي والدولي نظرًا لكون مصر منارة للإسلام الوسطي المعتدل وما لديها من إرادة سياسية حقيقية فضلًا عن جهودها اللافتة بقيادة الرئيس لإرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر وتحقيق التقارب والتفاهم بين أبناء كافة الأديان.
وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم التوافق في هذا الإطارعلى بلورة جهد جماعي في إطار إقليمي ودولي لإقامة "منتدى للحوار" يجمع عدة أطراف من الدول الإسلامية والأوروبية وباشتراك المؤسسات الدينية من الطرفين بهدف التصدي لخطاب الكراهية والتطرف وترسيخ أسس التسامح والتعايش السلمي ونشر لغة الحوار المشترك والاحترام المتبادل.
كما شهد اللقاء التباحث وتبادل وجهات النظر حول مختلف جوانب العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى التنسيق المتبادل حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية المهمة بما في ذلك تطورات الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس أهمية استغلال قوة الدفع التي تولدت خلال الفترة الماضية بهدف الوصول إلى تسوية سياسية شاملة للملف الليبي وفق مقررات مسار برلين وإعلان القاهرة وتثبيت وقف إطلاق النار ووقف التدخلات الخارجية ونقل المقاتلين الأجانب والمرتزقة إلى الأراضي الليبية.
كما تناول الرئيس رؤية مصر لمجمل تطورات الملفات الإقليمية خاصة الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، مشددًا على أهمية تعزيز الجهود الدولية لوقف أي أنشطة وتدابير أحادية تتعارض مع قواعد القانون الدولي أو تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
كما تم التطرق خلا اللقاء إلى مستجدات قضية سد النهضة، وكذلك الأوضاع في كل من سوريا والعراق واليمن، حيث تم التوافق على التمسك بالتسوية السياسية الشاملة للتعامل مع تلك القضايا على نحو يحافظ على المؤسسات الوطنية ويصون سيادة ووحدة الأراضي ويحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة سعيًا لاستعادة الاستقرار والأمن وتحقيق مستقبل أفضل للشعوب.