في عيد ميلاد البابا.. معلومات عن ”الجنرال المسلم ” الذي حمي ”البطريرك ” من الاغتيال
تحتفل الكنيسة غدا بعيد ميلاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطرايرك الكرازة المرقسية القديس الذي عشق مصر ودافع عنها في الداخل والخارج وأصبح بابا لكل المصريين وليس الأقباط فقط.
وفي حياة البابا العديد من الأشخاص الذين يعملون علي حمايته منهم اللواء عمرو عزت الضابط بوحدة الحراسات الخاصة لوزارة الداخلية، وهو الحارس الشخصي للبابا تواضروس الذي يرافقه دائما فى كل زياراته ورحلاته الداخلية والخارجية.
اللواء عمرو عزت، قائد حرس المقر البابوى والحارس الشخصى للبابا تواضروس الثانى، قضى سنوات عمره في حراسة باباوات الكنيسة القبطية من الإرهابيين والعملاء فى صمت، تم انتدابه في عهد البابا الراحل شنودة الثالث لحراسته الشخصية، ونجح أيضا في الإستحواذ علي ثقة البابا تواضرس الثاني، ولذلك يرافقه في جميع رحلاته داخل وخارج مصر، اختارته الكنيسة من بين آلاف الضباط وفضلته على نظرائه حتى من الضباط الأقباط، وتم ائتمانه على حراسة البابا وكتمان أسراره ،لدرجة أن البابا شنودة، ترك وصية شفهية قبل وفاته، أوصى فيها بالإبقاء على هذا الحارس الأمين الكتوم، وبالفعل تمسكت الكنيسة القبطية به.
مارس الضابط المسلم مهامه بشكل اعتيادي، خلال فترة قيادة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا خلال المرحلة الانتقالية للكنيسة قبل اختيار البابا تواضروس الثاني لقيادتها، والذي أصبح حارسه الشخصي الذي يرافقه كظله في كل مكان لحراسته، والذى يعتمد عليه كليا وجزئيا فى كل تحركاته وسفرياته ولا يستطيع الاستغناء عنه.
كما حضر مئات المناسبات والتقى مسئولين ومشاهير لا حصر لهم، وكان شاهدا على أسرار خطيرة، دون أن ينطق بكلمة واحدة، مكتفيا بتأمين أحد أخطر الشخصيات الدينية فى مصر، وهو بابا الكنيسة الأرثوذكسية، وحمايته من أى خطر، ووسط كل هذه الأحداث عرف عن حارس البابا، الابتعاد دائما عن الظهور فى وسائل الإعلام بشكل عام، ويفضل ترك الأضواء لأهلها، لأن طبيعة عمله تحتم عليه التحرك فى هدوء، وعدم لفت الانتباه.
كان عزت قد تم انتدابه من وحدة الحراسات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، التى كلفته بهذه المهمة الثقيلة ذات المسئولية الكبيرة، وهى الحفاظ على روح الرجل الأول فى الكنيسة، وبعد فترة حظى بثقة البابا، وكان يرافقه فى جميع رحلاته داخل وخارج مصر، وفى القداسات, وبسبب الصمت السائد على الرجل طوال ساعات العمل، أطلق البابا شنودة على عزت لقب "أبى الهول"الأمر الذي كان يعتبره قائد الحرس وسام شرف يؤكد نجاحه في مهمته كحارس أمين للبابا.
بعد إجراء الانتخابات البابوية بزغ نجم "عزت"، مرة أخرى عندما أرسل المجمع المقدس طلباً رسميا لوزارة الداخلية بالتجديد له، فترة أخرى، وعدم استبداله بآخر, ومع البابا تواضروس لم يكن الأمر سلسا فى البداية، وكانت العلاقة جافة، بين رأس الكنيسة وقائد حرس مقره المسئول عن حياته، ويرجع الأمر إلى طبيعة البابا التى لا تعتاد بسهولة على الآخرين.
ومع ذلك تمكن عزت من اختراق الجدار العازل بينه وبين البابا تواضروس، فى مدة وجيزة بذكاء فريد من نوعه، سرعان ما أصبح أهم شخصية متصلة به ترافقه فى جميع سفرياته ومقابلاته، ولم تقتصر العلاقة بينهما على العمل فقط، ولكن امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك ووصلت إلى التفاهم بلغة العيون، التى أصبحت أهم وسيلة سرية بينهما فى ظل وجود شخصيات غير محببة، بنظرة واحدة يبعد حارس البابا أى شخص يضايقه عن منطقة تواجده ودون تردد.
عمرو عزت كان سببا رئيسيا في انقاذ البابا من عدة محاولات اغتيال فاشلة خلال فترة حكم جماعة الإخوان، والتى كان يتنقل فيها خفية من مكان لآخر نتيجة وضع الجماعات الإرهابية لاسمه على قوائم التصفيات وما تلاها من محاولة عناصر انتحارية الاندساس أكثر من مرة لتفجير موكبه وكانت جميعها تقابل بكل حزم من قائد الحرس الخاص الذى كان يتعامل معها بمهارة فائقة.
وبمرور الوقت تم تخصيص غرفة لحرس البابا الشخصى داخل المقر البابوى بخلاف بقية تشكيلات الحراسات الأخرى فى الكاتدرائية، التى يديرها اللواء نبيل رياض، مدير أمن الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويتابع منها عبر شاشات عرض أي تحركات مريبة فى حرم الكنيسة.
يحمل قائد حرس البابا عدة أسلحة متنوعة منها طبنجتان بريتا إيطاليتان حديثتان، وطبنجة أخرى ألمانى وخنجر شخصى، ويخضع 6 أفراد أمن آخرين لرئاسته، ويتولى مهمة تدريبهم بصورة منتظمة للحفاظ على لياقتهم البدنية فى حين يوزعهم على عدة زوايا مختلفة بحسب حاجة كل موقف وخطة التأمين، بحيث تصبح قادرة على تحمل العمل الشاق، وكذلك كى تكون على دراية كافية بأحدث أساليب التأمين العالمية، إلى جانب تزويدهم بأجهزة متطورة.
يعتبر عزت واحدا من أشهر أفراد الحراسات الخاصة ليس فقط لكونه حارس البابا، الذى نجح فى تكوين صداقات لا حصر لها مع وزراء ومسئولين وسفراء وشخصيات عامة من خلال موقعه، لكن لكونه واحدا من القلائل الذين يجيدون ركوب الخيل ومن المعروف عنه أنه يذهب بين الحين والآخر لأحد نوادى الفروسية التابع للشرطة لممارسة رياضته المفضلة بخلاف هواياته الأخرى فى اللعب مع الحيوانات الشرسة.
نجح فى تكوين شبكة علاقات وثيقة مع رجال الكنيسة وقياداتها الذين تمكن من اقتناص قلوبهم واحداً تلو الآخر ومن بينهم الأنبا موسى، أسقف الشباب، والأنبا لوكاس، أسقف أبانوب والفتح، والأنبا روفائيل، سكرتير المجمع المقدس.
ويأتي مشهد عزاء والدة "عزت" الذى أقيم فى مسجد الخازندار بحى مدينة نصر منذ عامين تقريبا، نموذجاً حياً يمثل طبيعة علاقات الرجل، حيث كانت أشبه بقداس أمتلئ بعشرات الأساقفه وقساوسة الكنيسة الأرثوذكسية.
اعتاد البابا تواضروس رؤية عزت يوميا حتى فى أدق فترات اعتكافه بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون والتى فيها يحتاج الى الهدوء والتأمل، ويكون حارسه على مقربة منه يتابعه على بعد أمتار قليلة لا تفسد خلوته، ولا تؤثر على أمنه ما مكنه من الإطلاع على أسراره الخاصة حتى مكالماته الأسرية.
زيادة نفوذ عزت لم تكن مرضية لبعض رجال الكنيسة المحسوبين على السكرتارية البابوية ومديرى تشكيلات الحراسات الأخرى، فاتخذوا من الوشايات سبيلاً لنيل مرادهم والإيقاع بين البابا وحارسه، وراحوا يشيعون بأنه ينقل فى تقارير دورية كل أخبار وتحركات تواضروس للجهات الأمنية، ولكنها سرعان ما تلاشت بفضل إخلاص عزت للرجل وعمله الدءوب معه الذى كون رصيداً كبيراً من الثقة لديه.
حارس البابا يوصل الليل بالنهار ولا ينام إذا اقتضت الضرورة خصوصا سفريات البابا إلى الخارج التى تكون فيها أعداد الحراسات قليلة، ويحكى المقربون منه أنه خلال تلقي البابا العلاج فى أحد مستشفيات سويسرا وخضوعه لجلسات علاج طبيعى مكثفة على فقرات ظهره، كان حارسه الشخصى ساهرا لمدة 3 أيام متواصلة أمام باب حجرته يدقق فى هوية المترددين عليه، وخلال دفن البابا والدته وإقامة قداس خاص لها بالإسكندرية احتفظ كبير الحرس بتماسكه لما يقارب الـ48 ساعة واقفاً يمشط المنطقة التى تردد عليها آلاف المعزين من كل مكان.
مصادر قبطية قالت إن الكنيسة استعانت بشركة حراسات أجنبية لتأمين البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عقب التهديدات التى أطلقها تنظيم داعش الإرهابى بأن البابا ضمن قوائم الشخصيات المستهدف اغتيالها.
وأفادت المصادر أنه تم التنسيق بين أطقم الحراسة بمعرفة االلواء عمرو عزت، كبير حراس البابا، على أن يكون الحرس المنتدب من الشركة ملازما له فى تحركاته الداخلية أكثر، بينما يرافقة الستة الآخرون التابعون لوزارة الداخلية فى التنقلات خارج الكنيسة ورحلاته الرعوية ولقاءاته الرسمية مع الوزراء والمسئولين والدول الأخرى