عارضت عائلتها بسبب الفن فتعرضت للخطف.. حكاية أول حفل لـ هدي سلطان الذي كان سيتسبب في مقتلها

هدى سلطان
هدى سلطان

استطاعت الفنانة هدي سلطان أن تؤسس لنفسها مكانة خاصة في عالم التمثيل فهي تعد من أشهر الفنانات في السينما والدراما المصرية وأعمالها تركت بصمة خاصة، كما تمكنت من أن تكون من أبرز الفنانات اللاتى جسدن دور الأم على الشاشة فهي حالة فنية متكاملة وقليلًا ما يتواجد مثلها فى الوسط الفنى.

وتعرض عدد كبير من نجوم الزمن الجميل للعديد من الصعوبات فى بداية مشوارهم الفنى ومن بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة هدى سلطان، التي تحدثت في إحدى حواراتها النادرة عن بعض الصعاب التى تعرضت لها حيث قالت أن في عام ١٩٤٥ تلقت درسًا كبيرًا فى حياتها وكانت وقتها تتحدى أسرتها محاولة أن تشق طريقها فى مجال الغناء.


وأشارت إلى أنها اتفقت مع متعهد فى طنطا ليقدمها فى بعض الحفلات، وبالفعل استدعاها المتعهد للغناء فى حفل أحد المرشحين للإنتخابات فى طنطا، وذهبت هدى وباقى أفراد الفرقة للحفل الذى بدأ بعرض رواية تمثيلية تتحدث عن إنجازات المرشح ومميزاته وعبقريته، وتتناول منافسه بالسخرية والذم، حتى جاء دورها للغناء.

وأضافت هدى سلطان إلى أنها قبل أن تبدأ فى الغناء دوت أصوات الرصاص فى المكان وانقلب رأسًا على عقب وساده حالة من الهرج والمرج، وفوجئ أفراد الفرقة بمجموعة من الرجال الأشداء يهجمون عليهم ويحملونهم إلى عربة كبيرة نقلتهم إلى مكان مهجور مخيف وظلوا يهددونهم بالأسلحة حتى الصباح ثم تركوهم ومشوا، وكان هؤلاء الرجال من أنصار المرشح المنافس الذى أراد أن يفسد حفل منافسه فخطف الفرقة حتى الصباح، مشيرة إلى أنها عادت مع أفراد الفرقة وهى تغنى "سالمة ياسلامة روحنا وجينا بالسلامة"، مؤكدة أنها خرجت من هذه التجربة بدرس مفيد وهى أن الفن لا يجب أن يخدم الأشخاص ولكن يجب أن يكون الفن خالصًا لوجه الفن.

ولدت الفنانة هدى سلطان عام ١٩٢٥ فى قرية كفر أبو جندى بمحافظة الغربية، عشقت الغناء منذ نعومة أظافرها، اسمها الحقيقي بهيجة حبس عبد العال، ترعرعت وسط عائلة إقطاعية وأستطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بأبنه حتى حقق نجاحًا فنيًا كبيرًا.

الغناء كان بوابة مرورها لعالم الفن فكانت تهواه منذ طفولتها، ودخلت مجال التمثيل بالصدفة عندما أعلن المخرج نيازى مصطفى عن حاجته لمطربة ممثلة للعمل فى فيلم "ست الحسن" ووقع الاختيار حينها على هدى ومن هنا بدأ مشوارها الفنى، وشقيقها الفنان محمد فوزي كان له رأي ثاني حيث رفض دخولها الوسط الفنى ولكنها أصرت على ذلك، فقرر مقاطعتها بل ورفض الإعتراف بأن له أخت تدعى هدى سلطان، وهدد من يتعامل معها بالضرب بالرصاص وهددها هى بالقتل، وذلك بسبب خوفه عليها.

وبعد عدة سنوات علمت هدي بمرض أخيها فقررت أن تتواجد بجانبه، وعلى الفور تواصلت مع زوجته مديحة يسرى واقترحت عليها المجىء لمنزل أخيها فرحبت مديحة وعلى الفور ذهبت هدى وقد انتابها القلق والخوف من ردة فعله ولكنه بمجرد أن رآها فتح ذراعيه واحتضنها وبعد ذلك قدم لها عدة أغاني منها: "لامونى، وضاربين الودع" كما أنتج لها فيلم سينمائي.

وفي سن صغير تزوجت الفنانة هدي سلطان من محمد نجيب وذلك لرغبة عائلتها ولكن لم يستمر بسبب غيرة زوجها من نجاحها، وأنجبت منه ابنتها نبيلة ثم تزوجت بعده المنتج السينمائي فؤاد الجزايرلي وساعدها كثيراً في مسيرتها الفنية لكن طُلقت منه بسبب غيرته من شهرتها، ثم تزوجت بفؤاد الاطراش شقيق الفنانين فريد الاطرش واسمهان ولم يستمر زواجهما إلا لأشهر قليلة، ثم تزوجت بفريد شوقي وأستمر زواجهما لفترة طويلة وأنجبت منه ابنتيها ناهد ومها، والزيجة الأخيرة كانت من المخرج حسن عبدالسلام.

شكلت مع زوجها وحش الشاشة فريد شوقي ثنائياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية، حيث قدمت معه أكثر من ٢٠ فيلمًا منهم: "إمرأة في الطريق، وجعلوني مجرماً، وكهرمان وفتوات الحسينية، ووداعا بونابرت، والإختيار، وبدور وعودة الابن الضال، والسكرية وشئ في صدري وبورسعيد، وسر إمرأة".

تربعت هدي سلطان لسنوات طويلة علي عرش الدراما المصرية ومن أهم أعمالها: "زينب والعرش, وأرابيسك، وزيزينيا والليل وآخره، والوتد، وليالي الحلمية، ورد قلبي، وزي القمر، وللثروة حسابات اخرى"، وتوفيت الفنانة القديرة بمرض السرطان في ٥ يونيو عام ٢٠٠٦ بمستشفى دار الفؤاد في مصر، عن عمر يناهز ٨١ عامًا وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي ٥٠ يومًا.

تم نسخ الرابط