عاجل..انشقاق كاتم أسرار الغنوشي عن إخوان تونس

جريدة الموجز

تتخذ الأزمة داخل إخوان تونس نسقا تصاعديا خلال الفترة الأخيرة، فموجة الاستقالات والانشقاقات شملت كل الأصناف القيادية.

وتعد استقالة القيادي لطفي زيتون من كل هياكل "النهضة" في الذهنية السياسية العامة في تونس، ضربة قاصمة لمربع العائلة الإخوانية لما يمثله الرجل من ثقل سياسي داخلها على امتداد ثلاثة عقود.

ولطفي زيتون (من مواليد سنة 1964)، كان حافظًا لأسرار راشد الغنوشي، ورافق وجوده في العاصمة البريطانية لندن لمدة 23 سنة.

تلك الرفقة الطويلة أهلته ليكون مستشاره السياسي من سنة 2011 إلى غاية 2019، كمًا أهلته ليكون عينه في حكومة حمادي الجبالي (2012)، ومرشحه لوزارة البيئة والشؤون المحلية في حكومة إلياس الفخفاخ المستقيلة (2020(.

ووفق مراقبين فإن انسحاب رجل الظل وصاحب الآلة الدعائية الأولى لحركة النهضة في السنوات الأخيرة، سيفقدها نجاعتها في التعبئة الداخلية والاستقطاب الجماهيري الذي اشتغل على ثنائية الدين والسياسة .

كما أن هذا الانسحاب الوازن الذي سبقه رسالة المائة قيادي واستقالة عبد الحميد الجلاصي (نائب الغنوشي)، وانسحاب زياد العذاري (الأمين العام) سيفتح الباب على أكثر من سيناريو في محيط الإسلام السياسي في تونس.

حتمية التشظي

تجتمع كل القراءات المتابعة لزلزال الإخوان في تونس على أن هذه الانشقاقات بداية لصراعات دامية بين أشقاء الأمس الذين كانت تجمعهم "الأيديولوجيا " ووهم المظلومية.

الكاتب التونسي محمد بوعود قال إن الفضاء السياسي لحركة النهضة لم يعد يتسع في نفس الوقت لتواجد قيادات لها طموحات جامحة في رئاسة الحركة، ورغبات كبيرة في الاستفادة من غنائم الحكم.

وتوقع، في تصريحات للعين الإخبارية، أن تفرز ديناميكية الاستقالات حركة سياسية جديدة مستقلة عن راشد الغنوشي وجماعته في سقف 2021، معتبرًا أن "النهضة" فقدت عناصرها الجامعة وأصبحت خلافتها علنية ومفتوحة للعموم، وهو ما يزيد في وتيرة خلافاتها على حد رأيه.

وأضاف: "على الرغم من وجود اختلافات بين قيادات مجموعة المائة، إلا أن خطابهم يوحي بوجود فكرة تأسيس حزب سياسي جديد يناهض مشروع راشد الغنوشي في تأبيد موقعه على رأس الحركة".

ومجموعة المائة هي تسمية تطلق على رسالة بعث بها 100 قيادي في حركة النهضة خلال شهر أكتوبر يطالبون فيها رئيس حزبهم راشد الغنوشي بعدم الترشح مرة أخرى للرئاسة في المؤتمر الانتخابي القادم الذي كان مقررًا في نهاية شهر ديسمبر 2020.

كما أن لطفي زيتون لم يستبعد يوم أمس الإثنين في حوار له على إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية نيته الدخول في مشروع سياسي جديد بعد أن انغلقت كل السبل للعودة إلى منبته الأصلي.

وقال "إن تونس أهم من النهضة" التي توقع لها تقهقرًا بسبب السياسات الخاطئة والتحالفات الحزبية التي تدفع باتجاه اليمين المتطرف والشعبوي.

كما سخر زيتون من المعلومات الواردة بأن راشد الغنوشي ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية التونسية سنة 2024.

وأفادت مصادر مطلعة بأنه بعد استقالة لطفي زيتون من المتوقع أن يعلن بعض القيادات البارزة والتي كانت مقربة من راشد الغنوشي استقالتهم من الحزب في الأيام القادمة .

وبينت هذه المصادر في تصريحات للعين الإخبارية أن مستوى التململ داخل حركة النهضة بلغ مراحل متقدمة ، خاصة مع عجز الغنوشي السيطرة على الوضع داخل حزبه وفشله في إقناع جماعته بالبقاء أكثر على رأس الحركة.

وأوضحت أن هذه الاستقالات موجودة الآن على مكتب حزب النهضة، وسط تكتم شديد من أجل أن لا تنتقل العدوى بشكل قوي لقيادات أخرى.

لا يبدو أن زعيم الاخوان في تونس مازال متحكما في مقود حركته، وليس واضحا أن خطابه الذي كان يؤثر في نفوس جماعته أصبح له جدوى وسط عاصفة الاستقالات .

ويرى الكثير من المتابعين أن الغنوشي يعيش فصله السياسي الأخير، بعد انكماش وزنه بين أبناء جلدته السياسية، وترهل ثقله على كتلته النيابية، واتساع دائرة الخصومات الحزبية في البرلمان وخارجه .

كما أن العجوز الذي قارب عقده الثامن أصبح رهين المحيط العائلي (صهره وابنه)، ورهين الدوائر الإقليمية التي تجند لها من أجل تنفيذ مخططاتها على حساب المصالح الحيوية لتونس ولاقتصادها ومجتمعها، وفق مراقبين .

تم نسخ الرابط