جمعته علاقة صداقة بـ جمال عبد الناصر وأنور السادات عشق فنه وعاني من إضطهاد الملك فاروق وقدم أغنية للشيخ زايد وملك الأردن أهداه عود مطليًا بالصدف.. أسرار مثيرة من علاقة فريد الأطرش بالرؤساء والملوك

الموجز

واحدًا من أهم نجوم الزمن الجميل ترك بصمات واضحة في الموسيقى والغناء العربي ويعد من أعلام الفن، كما أنه برع في التمثيل وشارك في الكثير من الأفلام التي مازلت عالقة في أذهان الجمهور حتي الآن، أنه الفنان القدير فريد الأطرش الذي كان يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة.

وكانت لفريد الأطرش علاقة قوية بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وفور توليه الرئاسة قام الموسيقار الراحل بتهنئته وكتب في سجل الزيارات رسالة موجهة إليه قال خلالها: "أخي السيد الرئيس أنور السادات، لقد أختارك الشعب لتتابع حمل شعلة الوطنية والقومية العربية التي وضع أسسها قائدنا الخالد، الراحل الباقي الزعيم جمال عبدالناصر، فسر يا حبيبنا على بركة الله ورعايته وتوفيقه حتى تحقق لنا الآمال ، ولتتم الرسالة ، ونحن من ورائك ندعو لك ونتابع الطريق بقيادتك حتى النصر المبين والله خير ناصر أخوك فريد الأطرش".

والكثير من الأشخاض لا يعرفون مدى حب وعشق السادات للفن بكل أنواعه وأشكاله، حيث كان يبدأ نهاره بأغنيات فريد الأطرش وينهيه بفيلم سينمائي، وصرح قائلاً أنه كان يفضل سماع صوت أسمهان، ومن أشهر ما قاله السادات: "إنني لا أجد نفسي حقيقة إلا في صحبة الفنانين"، وهو يعتبر أول من قرر تدشين عيد للفن المصري عام ١٩٧٦، وكرَّم السادات بنفسه كثير من فناني مصر.

وأيضًا كانت لفريد الأطرش علاقة قوية بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فقد حضر ناصر عرض فيلم "عهد الهوى" في الخمسينيات بدلًا من فريد الذي كان يعاني وعكة صحية، وكان فريد قد طلب منه أن يحضر عرض الفيلم بدلا منه، واستجاب ناصر لفريد، لأن ما بينهما كان علاقة قوية استمرت لسنوات، وكان فريد مطربه المفضل لفترة، وكان دائما يدافع عنه، حتى أن عبد الحليم حافظ أخطأ ذات مرة، وذكر اسم فريد الأطرش دون كلمة أستاذ، فلامه عبد الناصر وقال له "قول أستاذ فريد".

وشهدت هذه الفترة تسليط الأضواء على بعض الفنانين بإستثناء الموسيقار فريد الأطرش نظرًا لما تعرض له من أحداث مأساوية مثل حبه للملكة ناريمان وإضطهاد الملك فاروق له ومقتل شقيقته أسمهان في حادث مروع أثار الجدل حولها وغيرها من الأحداث التي ظلم فيها الفنان فريد الأطرش.

أما في عام 1955 أصر الملك حسين ملك الأردن على دعوة فريد الأطرش إلى حفل زفافه، ولحن له فريد وقتها أغنيات "وياك"، و"جميل جمال"، و"أغلى أمانينا"، و"نورا"، وهي التي غناها فريد في حفل الزفاف، وفي منزله كان فريد يعلق صور تجمعه بالملك حسين حتى أن الضيف الذي يذهب إليه يظن أن فريد يقترب بصلة الدم من عائلة الملك، كما أن الملك حسين أهداه عودًا مطليًا بالصدف وغنى عليه فريد في أحد أفلامه.

قدم فريد أغنية للشيخ زايد تقول كلماتها "ياميت هلا بحبيبنا يا زايد، أفضالك زايدة، خيراتك على شعبك عايدة"، وكان جمهور المغرب يعشق فريد، حتى أن عبد الحليم حافظ كان يريد إقامة حفلات في المغرب فنصحه المقربون ألا يتوجه إلى المغرب في وقتها وقالوا له "أنت ناسي إن جمهور فريد عامل ازاي هناك"، حتى أنه في فيلم "رسالة غرام"، ظهر كمال الشناوي في دور يخون فيه فريد الأطرش ويتزوج حبيبته، وأثناء عرض الفيلم في المغرب انقض الجمهور على كمال الشناوي وقالوا له "كدا تخون صاحبك"، وظل الشناوي يشرح لهم أن هذا تمثيل.

ولد الفنان فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافطة جبل العرب بسوريا عام ١٩١٧، فهو ينتمي إلى عائلة آل الأطرش وهم أمراء وإحدى العائلات العريقة في جبل العرب جنوب سوريا.

حيث بدأت تظهر مواهب فريد منذ الطفولة فهو كان مولعًا بآلة العود منذ أن كانت والدته تعزف عليه وتغنى على أوتاره ، حتى إلتحق فريد بمعهد الموسيقى الشرقى، وتعرف فيه على أستاذه الأول فى تعليم العود الموسيقار رياض السنباطى، من ثم إلتحق فريد بالعمل فى فرقة بديعة مصابنى، كما عمل فى ملهى بلاتشى.

لم يكن فريد الأطرش مطربًا وملحنًا فقط فمثلما نجح في الغناء تفوق أيضًا في التمثيل قدم الأطرش حوالي ٣١ فيلمًا سينمائيًا وقام بتكوين ثنائيات رائعة مع كل بطلات أفلامه أشهرها كانت سامية جمال، بسبب قصة الحب التي دامت بينهما لسنوات، حيث قدما معًا ستة أفلام، منهم: "حبيب العمر، وتعالى سلم، ومتقولش لحد".

قدم الأطرش للسينما العربية مجموعة من أهم الأفلام منها: "حبيب العمر، عفريتة هانم، عهد الهوى، شهر العسل، بلبل أفندي، من أجل حبي، حكاية العمر كله، ودعت حبك، رسالة من امرأة مجهولة، نغم في حياتي، زمان يا حب، الخروج من الجنة، الحب الكبير، رسالة من امرأة مجهولة، تعال سلم، آخر كذبة، عفريته هانم، بلبل افندي، مقدرش، شهر العسل، جمال ودلال أحلام الشباب".

وبرغم عدم زواجه، إلا أن حياته كانت مليئة بالتجارب العاطفية وقصص الحب لعل أشهرها قصة الحب التي جمعته بالراقصة سامية جمال، التي استمرت لمدة ١١ عامًا ومع ذلك لم تنتهي بالزواج.

أصيب فريد الأطرش بذبحة صدرية في ليلة رأس السنة عام ١٩٥٥ عندما قرأ ما كتبته "أصيله هانم" والدة ملكة مصر الأولى ناريمان في إحدى الجرائد بأن أبنتها لن تتزوج من فريد الأطرش والتي ذكرت على حد قولها أن فريد الأطرش مطرب صديق للعائلة و أن فكرة مصاهرته غير واردة وأن كان يبحث عن الشهرة فليسع إليها في مكان آخر وليس على حساب بنات الأسر الكريمة، وتوفي فريد الأطرش في مستشفى الحايك في بيروت أثر أزمة قلبية وذلك عام ١٩٧٤ عن عمر ناهز ٦٤ عامًا، وترك خلفه مشوار فني حافل.

تم نسخ الرابط