سفير الصين بالقاهرة يكشف حجم العلاقات الاقتصادية مع مصر
قال السفير لياو ليتشيانغ، سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، إن مصر دولة كبيرة وشريك بارز في الاقتصاد العالمي، ولها ميزة جغرافية حيث تربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وعند توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي عملت على تحقيق مصالح قارة أفريقيا بحكم مسؤولياتها التاريخية تجاه القارة.
وتابع السفير ليتشيانغ خلال المؤتمر الصحفي الـــ 14 للسفارة ، والذي عقده أمس الأحد بمقر إقامته بالقاهرة، أن العلاقات المصرية الصينية تكتسب أهمية يوما بعد يوما خاصة عقب تولي الرئيس السيسي سدة الحكم في مصر وإيلاءه اهتمام كبير لدفع التعاون الصيني المصري والتعاون الأفريقي، وهو ما ظهر جليا في إجراءات مكافحة كورونا.
وأضاف السفير أن القارة الأفريقية شريك دولي مهم، ويحرص الجانب الصيني على توسيع التعاون العملي مع أفريقيا، ويمر هذا العام الذكرى الــ 20 لتأسيس منتدى الصين أفريقيا، وتبادل الرئيسان الصيني والسنغالي "الرئيس المشترك للجانب الأفريقي" رسائل التهنئة بخصوص هذه الذكرى، وتم عقد 7 اجتماعات وزارية قبيل انعقاد المنتدى.
وشدد على أنه خلال الــ 20 عاما الماضية تحققت علاقة شراكة استراتيجية وتعاون استراتيجي شامل، وبلغ حجم التبادل 280 مليار دولار، وكانت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدار الــــ 11 عاما الماضية، وسط عشرات البرامج للتعاون ووقعت 44 دولة أفريقية اتفاقات تعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق، قدمت خلالها الصين 120 ألف منحة دراسية للدول الأفريقية، وتعاونت مع أفريقيا أيضا لضمان حماية تعددية الأطراف وحقوق ومصالح الدول النامية.
ولفت السفير ليتشيانغ إلى أن ثمار هذا التعاون ظهرت جلية خلال مكافحة جائحة كورونا، كما اتخذت بكين خطوات لتعليق الديون الأفريقية، على الرغم من اتخاذ واشنطن إجراءات مثيلة لمنع تنفيذ مبادرة الحزام والطريق في أفريقيا، مشيرا إلى أن الصين في سبيلها لإنتاج لقاحات لتعميمها على الدول الأفريقية.
وأكد أن هناك 11 اتفاقية تم توقيعها لتعليق الديون الأفريقية، ومنح قروض بدون فوائد لــ 15 دولة أفريقية، وتم توقيع 44 اتفاقا مع دول أفريقية للتعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق تشمل إنشاء سكك حديدية ومطارات وموانئ وتحقيق رخاء اقتصادي لدول أفريقيا دون الوقوع في مأزق الديون المستحقة.
وحول العلاقات المصرية الصينية قال السفير إن العلاقات بين القاهرة وبكين تأسست منذ 64 عاما وتم تعميق الثقة والصداقة بين الزعيمين السيسي وبينغ بعد تولي الرئيس السيسي مقاليد السلطة في مصر، لافتا إلى التوافق الكبير بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية وخاصة أن البليدين لديهما ثوابت مشتركة، ومصر والصين دولتين ناميتين كبيرتين، وحققتا تقارب كبير بسبب صداقة الزعيمين.
وأوضح السفير أن العلاقات تعد نموذجا يحتذى به في قارة أفريقيا وفي العالم العربي، بالدعم والمساندة الدائمة لكلا البلدين في مختلف الأزمات، وكان ذلك واضحا خلال زيارة وزيرة الصحة هالة زايد في بداية الجائحة للصين، وإضاءة الآثار المصرية بعلم الصين تعاطفا مع الشعب الصيني في أزمته، ضاربا مثلا عربيا"الأفعال دائما أبلغ من الأقوال"، وسور الصين العظيم ونهر النيل ونهر تشانغ جيانغ، طويلة جدا ولا يمكن لأي شخص أن يقطعها.
وشدد على أن الصين تؤمن أن مصر حكومة وشعبا تتعاون مع بكين من منطلق المصالح الوطنية المصرية، فمصر شريك استراتيجي شامل وتولي اهتمام كبيرا للعلاقات على مختلف المستويات،وتوالي بكين دفع العلاقات وتعزيز رفاهية الشعبين.