حقيقة تسول السندريلا في شوارع لندن..وهذه المفاجأة فجرتها شريهان في لغز مقتلها..ولهذا السبب ألغت الدولة منحة علاجها..اعرف الحكاية

الموجز

هي "سندريلا" الشاشة العربية، سعاد حسني التي رحلت عن عالمنا تاركة وراءها الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي مازالت تطرح في أذهان الكثيرين حتى الآن، فالبعض يؤكد على أنها ماتت قضاء وقدر، والبعض الآخر يؤكد أنها انتحرت؛ لما كانت تمر به من اكتئاب نفسي ويأس، نتيجة مرضها وتدهور حالتها الصحية، والبعض الآخر أشار إلى أنها قتلت سواء بدافع السرقة أو بدافع سياسي.

منذ طفولتها عانت سعاد محمد حسني، حيث نشأت في أسرة فقيرة، فلم تنل حظًا من التعليم، كما سبب لها حادث سقوطها على السلم إصابة بالعمود الفقري، والذي عانت من آثاره طيلة حياتها، لم يكن النبوغ الفني غريبًا على أسرتها، فوالدها وهو من أصل سوري يدعى "محمد حسني بابا" كان خطاطًا شهيرًا، ولقب بـ "حسني الخطاط" نتيجة لشهرته في ذلك الوقت، وبلغ عدد أشقائها ستة عشر أخًّا وأختا، تنوعت مواهبهم الفنية بين الغناء والتلحين والرسم والنحت، ومن بين هؤلاء الأخوة الفنانة الشهيرة "نجاة الصغيرة" والملحن "عز الدين".

وتأثرت سعاد بهذه البيئة الفنية، حيث تولدت بداخلها العديد من المواهب، وقامت بأول أعمالها، وهي في الثالثة من عمرها في الإذاعة من خلال البرنامج الشهير "بابا شارو"، والذي غنت خلاله أغنية "أنا سعاد أخت القمر"، وانطلقت لتدخل عالم الفن وتسابق النجمات وتتربع على عرش النجومية بسرعة فائقة.

أطلق عليها في الوسط الفني لقب "السندريلا"، حيث تشابهت ظروف حياتها ونشأتها بأسرة فقيرة ثم نجاحها الباهر بالقصة الأسطورية الشهيرة، وقدمت سعاد حسني العديد من الأعمال الفنية المتميزة؛ حيث قدمت شخصية الفتاة المصرية بكافة جوانبها السلبية والإيجابية، فكانت الفتاة الشقية المرحة وأيضًا الفتاة الطموحة، والتي تبحث عن الشهرة والأضواء كما جسدت دور المرأة الضعيفة المغلوبة على أمرها، ونجحت في تجسيد دور الطفلة.

وأتيحت لها الفرصة الأولى للدخول إلى عالم الفن من خلال العمل الذي قدمته مع الفنان الراحل "محرم فؤاد" في فيلم "حسن ونعيمة"، حيث كانت دفعة قوية لها لدخول السينما، فقدمت العديد من الأعمال التي لا تنسى، والتي خلدت اسمها ومن أشهرها :"الزوجة الثانية، وإشاعة حب مع الفنان عمر الشريف، والسبع بنات أمام أحمد رمزي، وغصن الزيتون مع أحمد مظهر، وعائلة زيزي مع الفنان القدير فؤاد المهندس، وللرجال فقط أمام الفنان إيهاب نافع، والثلاثة يحبونها مع حسن يوسف وصغيرة على الحب مع رشدي أباظة، والزواج على الطريقة الحديثة مع حسن يوسف، وخلي بالك من زوزو مع الفنان حسين فهمي".

كما قامت بالعديد من الأعمال، التي طرحت خلالها قضايا اجتماعية وسياسية مثل فيلم "غروب وشروق، والحب الضائع، والاختيار والكرنك" كما ارتبط اسم الفنانة بمعظم عمالقة زمن الفن الجميل مثل إحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، ويوسف إدريس، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وكامل الشناوي، ومصطفى أمين، وأحمد بهاء الدين.

ومن الأعمال التليفزيونية التي اشتركت بها في مسلسل "هو وهي" مع الفنان الراحل "أحمد زكي"، الذي جسدت من خلاله العديد من الشخصيات، كما قدمت عملًا إذاعيًا في رمضان من خلال مسلسل "أيام معك" مع الفنان "أحمد مظهر"، ولقبت "السندريلا" بلقب أفضل فنانة مصرية في مائة عام من السينما، وكان آخر أعمالها التي قدمتها للسينما فيلمي "الدرجة الثالثة" و"الراعي والنساء"، والذي لم يلاقيا قدرًا كافيًا من النجاح، مما أدى إلى معاناة "سندريلا" من الاكتئاب.

وأصيبت السندريلا بمرض في العمود الفقري إثر إصابتها في الصغر، وأخطرها الأطباء باحتمالية إصابتها بالشلل التام، وتضارب تشخيص الأطباء حول حقيقة حالتها، فبينما قال البعض بأنها تعاني من شرخ في العمود الفقري، أكد الأطباء الفرنسيون بأن الحالة عبارة عن تآكل في فقرتين، وأجريت لها عملية جراحية بفرنسا، حيث تم وضع شريحة معدنية ومسامير من البلاتين، ولكنها لم تلقى النجاح المتوقع، مما اضطرها للسفر إلى لندن لاستكمال علاجها، وهناك اكتشفت إصابتها بالتهاب عصبي أدى إلى تغيير ملامح وجهها وصعوبة في تحريك أحد ذارعيها.

وأشاع البعض أن سعاد حسني تتسول في شوارع لندن محاولة استجداء عطف المواطنين العرب هناك، بينما يؤكد البعض رفضها للمساعدات التي قدمت لها من أثرياء عرب، كما ذكر الإعلامي "مفيد فوزي" عندما زارها بأنه كان يحمل لها شيكًا بمبلغ كبير، إلا أنها عندما سألت عن مصدر هذا الشيك، وقال :"إنه من فاعل خير!" رفضت أخذه وطلبت منه إعادته إلى صاحبه مع تقديم الشكر نيابة عنها.

ومن ناحية آخرى شن البعض حملة شرسة تسببت في وقف المنحة المقدمة من الدولة لعلاجها، مبررين ذلك بأنها ليست مريضة وأن ما تقوم به ليس سوى عمليات تجميل وتخسيس، وأن ذلك من الرفاهية بما يرهق ميزانية الدولة، لتقرر الحكومة إلغاء قرار العلاج، واتهمها البعض الآخر بإدمان المخدرات والكحوليات، وطالبوا الجميع بالوقوف ضد "سندريلا" الشاشة العربية، مما أساء للفنانة التي شعرت بالأسى والحزن الرهيب لتخلي الجميع عنها في الوقت الذي كانت تحتاج فيه لكل من يقف بجانبها.

وربط اسم سعاد حسني بزواج سري من العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، والذي ظل أمرًا غير محسوم لسنوات طويلة، بين اعتراف وإنكار، إلا أن الفنان سمير صبري أكد الأمر.

ولم تكن هذه هي الزيجة الوحيدة التي ارتبطت بها السندريلا، حيث أنها تزوجت خمس مرات بكل من "المصور صلاح كريم"، و"عبد الحليم حافظ"، و"علي بدرخان"، و"زكي عبد الوهاب"، وأخيرًا "ماهر عواد"، وحينها سألها متعجبًا عن سبب إخفاء زواجها من "عبد الحليم حافظ"، فبررت هذا الموقف، بأنها حينما تزوجت من "عبد الحليم" عرفيًا طلب منها إخفاء هذه الزيجة خوفًا على معجباته، وعن سبب عدم إعلانها لهذه الزيجة بعد وفاته، ردت بأنها خشيت أن يظن أهله أنها تقول ذلك طمعًا في ميراثه، كما أكد "عز الدين حسني" شقيق الفنانة بأنها كانت متزوجة فعلاً من الفنان الراحل "عبد الحليم حافظ"، وذلك أثناء رحلة بالمغرب وأنها لم تبلغ أهلها بهذا الزواج.

قطعت سعاد حسني شوطًا كبيرًا من العلاج، وتحسنت حالتها الجسدية والنفسية، وقررت العودة إلى القاهرة في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2001 لتعود إلى حياتها الطبيعية وتمارس عملها من جديد، ولم تكن تعلم أنها على موعد مع القدر الذي أراد أيضًا رجوعها إلى الوطن في ذلك التوقيت، ولكنها كانت عودة جثمان بلا روح، حيث توفيت سعاد حسني يوم الخميس 21 من يونيو 2001 بلندن، إثر سقوطها من الطابق السادس بمبنى "ستيوارت تاور" من شرفة شقة صديقتها "نادية يسري" التي انتقلت إليها قبل رحيلها بأيام.

وتأتي المفاجأة التي ألقتها الفنانة "شريهان" حينما أعلنت بأنها تحدثت إلى الفنانة الراحلة ظهر الخميس يوم وفاتها، وأكدت لها "سعاد" بأنها كانت عائدة في هذه اللحظة من السينما، وأنها سعيدة لإنقاص وزنها وأنها سوف تعود لمصر، وهذا دليل واضح على الحالة النفسية المرتفعة لديها والتي تنفي وجود احتمالية انتحارها تمامًا.

تم نسخ الرابط