فيديو..عمرو خالد : النبي ﷺ لم يكن فقيراً وهذه مصادر أمواله

الدكتور عمرو خالد
الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي

كشف الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي ، من خلال مقطع الفيديو المنشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن أن الرسول الكريم كان غنيًا وليس فقيرًا، موضحًا مصادر أموال النبي صلى الله عليه وسلم.

 

نفى "خالد" ما يشاع حول أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فقيرًا، قائلاً إنه وإن أحب الفقراء وراعاهم وجبر بخاطرهم، إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة أنه كان فقيرًا، أو أنه يريد للأمة أن تكون فقيرة، إذ يعد الفقر هو رأس كل الأزمات التى يواجهها العالم الإسلامى فهو أساس كل المصائب الأخلاقية، مرجعاً ارتفاع معدلات فقر فى الدول الإسلامية إلى ما أسماه "ثقافة تمجيد الفقر، المنتشرة فى ثقافتنا الدينية، التى تقول: الفقراء أقرب للجنة ولرضا الله"، قائلاً عنها إنها "ثقافة ترضى الفقراء وتخدرهم فيزدادون فقرًا، يستخدمها الدعاة، لأنها تدغدغ عواطف البسطاء".

ووصف الداعية الإسلامي الفقر بأنه عدو الإسلام الأول، مدللاً من القرآن بقول الله تعالى: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، وكان النبى يتعوذ منه: "اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر"، وكأنه يكشف عن وجود علاقة الكفر بالفقر.

وأشار "خالد" إلى دعاء النبى لخادمه أنس بالغنى: "اللهم كثر ماله وولده"، كما كان يدعو لنفسه: "اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"، وهو القائل: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، فكيف مع هذا يقال إن النبى قد أسس حضارة تقوم على حب الفقر؟

واعتبر الداعية الإسلامي أن حديث "أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بسبعين عامًا"، ليس دليلاً على أن الفقراء أفضل عند الله من الأغنياء، ولا أعلى منزلة، إذ أنه لم يقل ذلك، "لكن يوضح أن حساب الغنى يوم القيامة غير حساب الفقير، الذى ليس لديه ما يستوجب طول الحساب لفقره، أما الغنى فحسابه أطول لتعدد مصادر أمواله، لحديث النبى "لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة، حتى يُسألَ عن أربع:... وعن ماله..ليس معنى كلامى أننى أقدح فى الفقراء، لكن من الإيمان أن تخرج من فقرك، فالغنى الشاكر أحب إلى الله من الفقير الصابر".

وفند خالد الروايات التى تقول إن النبى كان فقيرًا، والقصص التى يستدل بها الدعاة الوعاظ على ذلك، ومنها أنه "مات ودرعه مرهونة عند يهودي"، وأنه "ربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع"، و"كان يمر الهلال ثم الهلال ولم يوقد فى بيته نار"، و"خرج من بيته جائعًا فلقى أبوبكر وعمر وكانا جائعين"، قائلاً إن "القرآن كتاب الله يقول عكس ذلك: "ووجدك عائلاً فأغنى"، عائلاً وليس فقيرًا والعائل فى اللغة هو كثير العيال، فلو كان الفقر أفضل من الغنى لم يكن للامتنان".

واستدرك: "نعم، لقد مرّ رسول الله -كسائر الناس- فى حالات عصيبة ومختلفة طوال حياته، إلا أنه كان فى معظم الأحوال غنيًا وميسورًا"، موضحًا أن "إنفاق النبى لا يمكن معه القول إنه فقير، فقد كان ينفق على 9 زوجات مهورهن وكسوتهن وطعامهن، وكان يوفر فى بداية كل سنه ميزانية السنة بالكامل، ناهيك عن أولاده وأحفاده وخدمه وضيوفه، حتى إنه فى عام الوفود، قدم إليه 70 وفدًا".

وأشار إلى أنه "اشترى أرض المسجد، وأقام بيتَه على جزء من تلك الأرض، وكان يحب الأكل الطيب، ولا يأكل وَحْدَه، فعن عائشة قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ"، حريصًا على مظهَره، "أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ"’، "رأيتُ رسول الله وعليه بُردان أخضران".

ولفت إلى أنه "كان يستخدم العطر، وكان فى زمنه ثمنه مرتفعًا، عن عائشة قالت: "كأنِّى أنظر إلى المِسك فى مفرق رسول الله وهو مُحرِمٌ"، علاوة أنه كان له وسيلة تنقل شخصية، فكان لديه ناقة تسمى "القصواء"، وبغلة تسمى "دلدل"، وفرس يسمى "السًّكب".

كما وصفه بأنه "كان كريمًا كثير العطاء، "كان رسول الله جوادًا وكان أجود ما يكون فى رمضان" وكان يتولى الإنفاق على أهل الصفة ويطعمهم من ماله، وبلغ مجموع من كان ينفق عليهم حوالى 128 شخصًا، ازداد عليهم 40 نفسًا أعتقهم قبيل وفاته، فصاروا 168".

وشدد خالد فى الوقت ذاته على أنه "ليس صحيحًا أن غنى النبى كان بسبب امتلاك زوجته السيدة خديجة للمال، فالقرآن يقول: "الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا"، فكيف يقبل وهو الموحى إليه بها".

وقال: "كانت بينهما شراكة فى تجارة، وكانت تنفق لكن كان إنفاقها على الرسالة وليس على شخص الرسول، والنبى لم يكن يقبل الصدقة، "إن الصدقة لا تنبغى لمحمد"، وعندما أخذ الحسن بن على تمرة من تمر الصدقة، نهاهما: "كخ كخ".

وتابع خالد: لم يكن النبى يقبل عطاء أهله "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى"، وهو الذى ربى ابن عمه على بن أبى طالب، ولم يقبل المال حتى من أصحابه، عندما هم بالهجرة إلى المدينة اشترى ناقة للرحلة، "قد أخذتها بالثمن"، دفع لأبى بكر ثمنها.

وقال إن مصادر أموال النبى كانت من "كسبه من مزاولة التجارة، وكان تاجرًا ناجحًا، إذ أنه اشتغل من صغره، وكان فى عمر 12 سنة، عندما اصطحبه عمه أبو طالب فى أول رحلة تجارة معه للشام، وكان أصغر من قاد قافلة تجارية فى مكة، وبلغ عدد رحلاته 23 رحلة، وشارك السيدة خديجة لمدة 20 سنة".

لكن كيف كان يخلو فى غار حراء ليالى طوال؟، يجيب خالد: "غار حراء كان يمثل استراحة، بعد سفر البيع والشراء، مثل من يعملون فى البترول أسبوعين عمل وأسبوع راحة، واستمر فى التجارة بعد الرسالة .. "وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى الْأَسْوَاقِ"، والمشى فى الأسواق هو تعبير عن الحركة المستمرة فى البيع والشراء، "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى الْأَسْوَاقِ".

وأشار أيضًا إلى أنه "أن ورث مالاً من والديه وأجداده، فالنبى حفيد عائلة عريقة غنية، فهاشم بن عبدمناف هو أبو جده عبدالمطلب، وهو أول من أسس لرحلتَى الشتاء والصيف، واسمه عمرو لكنه كان فى موسم الحج يهشم الكعك بالدقيق ليطعم الحجاج فسموه هاشمًا".

وذكر أنه "ورث من والديه، ورث عن أبيه أموالاً، وورث عن أمه آمنة بنت وهب دارها التى ولد فيها، وكانت بجوار الكعبة، علاوة على ميراثه من السيدة خديجة، فقد ورث منها دارها بمكة التى تقع بين الصفا والمروة".

علاوة ذلك، قال إنه "كان يحصل على نصيبه من غنائم الحروب، "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ"، لكنه لم يفتعل حربًا ليحصل على الغنائم، بدليل أن المعارك الثلاثة الأولى مع قريش (بدر – أحد – الخندق) كانت على حدود المدينة وهم الذين ابتدروه بالحرب".

تم نسخ الرابط