عندها سمع النبى موسى صوت الله ... حكاية الشجرة المقدسة التى لا تنبت إلا على أرض سيناء
شجرة العليقة، أحد أهم الأشياء التى تؤكد قدرة الخالق، فاعتبرها العلماء والمتخصصون، من عجائب عالم النباتات، فهى الشجرة الوحيدة التى أبت على الإنبات خارج حدود شبه جزيرة سيناء، ولا تزال العليقة، دليلا لكل من يقترب منها لما لها من قدسية ومشهد يدخل السكينة لقلوب كل من زارها داخل دير سانت كاترين من مختلف الجنسيات، ولا تزال حديث العالم، بعدما فشلت جميع محاولات زراعتها في بلدان أخرى، على الرغم من توفير نفس ظروف التربة التى تحتويها.
وتكشف الروايات التاريخية أن شجرة العليقة، هي الشجرة المقدسة الذي شاهد عندها نبي الله موسى، عليه السلام، نارًا، حيث وجد أحد فروع الشجرة يحترق، والنار ترتفع، ومن قدسية الشجرة، كان فرعها المشتعل به النيران، تظهر نضارته الشديدة، ويتحول إلى خضرة، وهو ما جعل الشجرة تحتفظ بفروعها دون تبديل أو تغيير، ويدلل ذلك ما أورده النص القرآنى، حيث قال تعالى : "إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ"، ولا يختلف أحد على أن الآية الكريمة تخص وتشمل منطقة سانت كاترين، باعتبارها من أكثر المناطق برودة في مصر كلها حيث ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500 متر.
وما يجعل من شجرة العليقة، حديثا فى كل وقت وحين، مثلما تسرد الروايات التاريخية، أن لها أسرارا خاصة لا تتكرر في أي نبات آخر، وهي أنها تتمتع بالخضار طوال العام.
وعلى الرغم من ثبات الشجرة أمام عوامل الطقس، واضطرابات الطبيعة، إلا أن المنطقة الموجودة بها شهدت تغيرات منها ما نفذتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، فى عام 336 ميلادية، عندما حضرت إلى "الوادي المقدس"، لأداء فريضة الحج، وشاهدت الشجرة المقدسة، فقررت أن تبنى في أحضانها كنيسة صغيرة لا تزال حتى الآن، وأطلقت بداية رحلات الحج لكل مسيحي العالم لزيارة الشجرة المقدسة وجبل موسى بسيناء، وفي القرن السادس الميلادي أقام الإمبراطور "جستنيان" أشهر أديرة العالم في الوادي، وضم الشجرة إليه.