كيف نحمي الأبناء من الانحراف الأخلاقي بسبب الهواتف المحمولة؟..أستاذ شريعة يرد

الهواتف المحمولة
الهواتف المحمولة

"كيف نحمي أبناءنا وبناتنا من مخاطر أجهزة الهواتف المحمولة وتأثيرها على أخلاقهم ودراستهم؟". سؤال ورد إلي إحدى حلقات برنامج (بريد الإسلام) الذي يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم.

وأجاب الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة قائلا "لقد فرضت وسائل التكنولوجيا الحديثة الكثير من التحديات أمام الآباء والأمهات، لذلك أصبح من الواجب عليهم أن يفكروا طويلا قبل شرائها لأبنائهم وبناتهم نظرا لخطورتها على أخلاقهم وعلى تحصيلهم الدراسي".

وأضاف إنه يجب ضبط استعمال الأبناء للهاتف لحمايتهم من الغواية والانحراف، مؤكدا أن مسئولية كل من الأب والأم نحو أبنائهم تتجاوز المطالب المادية من مأكل ومشرب وملبس إلي غير ذلك.

كما أشار"المنسي" إلى ضرورة وضع ضوابط لاستخدام الأطفال لتلك التقنيات الحديثة ومنها؛ استعمال الهاتف محدود الإمكانيات ليكون مجرد وسيلة للاطمئنان على الأبناء إذا ما خرجوا من المنزل، وإرشادهم إلى عدم استعماله وقت تلقى الدروس، وعدم مصاحبة أصدقاء السوء الذين يسيئون استعمال التليفون المحمول.

وشدد على أننا أمام تحد كبير، مشيرا إلى أن ترك الأمر لرغبات الأبناء سيؤدي إلى كارثة، وفي الوقت نفسه فإن منع الأبناء من استخدام الهواتف المحمولة تماما أمر غير منطقي في ظل عصر التقنيات الحديثة الذي نعيشه، مبينا أن المسلك الذي يدعو إليه الدين هو مسلك الاعتدال والتوسط في الأمور، ونصح الآباء والأمهات بعدم شراء الأجهزة المتطورة باهظة الثمن والتي تضم إمكانيات تكنولوجية عالية لا تناسب طفولتهم.

وناشد الآباء والأمهات الانتباه إلى أبنائهم وبناتهم، لأن الأبناء أمانة في أيدينا علينا المحافظة عليها، حتى يكونوا عونا لنا عند الكبر، وسببا للترحم علينا بعد مماتنا، يقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" سورة التحريم، ويقول عز وجل أيضا "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" سورة الأنفال، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته".

تم نسخ الرابط