تعرف علي الفرق بين القرآن الكريم والسنة النبوية في أمور الدين
استنكر الدكتور محمد داوود أستاذ علم اللغة بجامعة قناة السويس ما ينادي به البعض بالاكتفاء بالقرآن الكريم دون السنة النبوية مستشهدين بقول الله عز وجل :"مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ".
وأوضح "داوود" في برنامج (منبر الفكر) الذي يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، أن المقصود بكلمة الكتاب في الآية هو اللوح المحفوظ، الذي احتوى كل شيء وجميع أحوال المخلوقات على التفصيل التام، كما جاء في الآية الكريمة "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ".
وتابع أنه إذا سلمنا بأن المقصود بكلمة الكتاب هو القرآن الكريم، فإن للعلماء في تأويله على هذا المعني وجهان؛ الوجه الأول أنه لم يفرط في شيء من أمور الدين لأن هذا هو المقصود من إنزال الكتاب، وهذا البيان على نوعين أيضا، إما بإنزال النص المباشر، مثل ما نجده في الأمور التي نص فيها القران الكريم على الحكم صراحة، كما في تحريم الربا والفواحش واكل الخبائث، أو يكون بطريق الإحالة ،كما في قول الله عز وجل :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ، وقوله عز وجل :" بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِوَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ".
وأضاف أن الوجه الثاني لتأويل كلمة الكتاب على أنها القرآن الكريم، فيأتي بمعنى أن القرآن الكريم لم يفرط في شيء من أمور الدين على سبيل الإجمال ، وترك تفصيل ذلك للسنة النبوية المطهرة، وينبغي علينا أن ندرك أن اتباع السنة أمر نص القرآن الكريم عليه، و ورد في نصوص واضحة، كما في قول الله سبحانه وتعالي :" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "، وأضاف أن السنة النبوية أمر قرآني لأنها تبين آيات القرآن الكريم، وهذا البيان يكون بالقول وبالفعل، أما البيان بالقول فنجد منه تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى الظلم على أنه الشرك، في قول الله عز وجل :"الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ".
أما بيان السنة بالفعل، فنجد منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحج خذوا عني مناسككم فالسنة مبينة لأوامر القرآن الكريم، فالأحكام جاءت في القرآن الكريم عامة، وينبغي أن نعلم أن ثبوت حجية السنة النبوية إنما جاء بنصوص القرآن الكريم، مختتما أن التوهم بوجود تعارض بين القرآن الكريم والسنة النبوية ناتج عن قلة العلم والجهل بقواعد الأصول واللغة.