شيخ الأزهر يطالب العالم بوقف سباق التسلح وتوجيه الأموال للتعليم والبحث العلمى

الموجز

أكد الدكتورأحمد الطيب شيخ الأزهرالشريف إن كورونا جاء ليعلن للعالم وفاة العولمة التي قسمت العالم وفرقت بين البشروأقصت القيم والأخلاق وهمشت الدين وأنه قد آن لنا أن نتبنى عولمة جديدة تتأسس على الأخوة الإنسانية، وترسخ للتعايش المجتمعي.

وأضاف شيخ الأزهر، في كلمته في التجمع الدولي للصلاة من أجل السلام بين الديانات الكبرى في العالم تحت عنوان "لا أحد آمن وحده ـ السلام والأخوة"، الذي دعت له جمعية سانت إيجيديو في العاصمة الإيطالية، بحضور البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والسيد سيرجيو ماتاريلا، رئيس الجمهورية الإيطالية، وأورسولا فون دير لين، رئيس المفوضية الأوروبية، وأندريا ريكاردي، مؤسس جمعية سانت إيجيديو، وعدد من القيادات الدينية حول العالم، والتي ألقاها نيابة عنه المستشار محمد عبد السلام، مستشاره السابق أنه يجب وقف سباق التسلح وتوجيه المليارات التي تنفق في السلاح والحروب إلى التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمي وعند ذلك ـ فقط ـ سوف نتمكن من مواجهة الكوارث والأوبئة وسنكون أقوى في مختلف الأزمات.

وأكد شيخ الأزهر أن النظام العالمي الجديد قد روج لمفهوم العولمة، وبشرنا بأنه سيحمل للعالم كله قيما إنسانية رائعة من حرية وعدالة ومساواة، غير أن سرعان ما تبين لنا أن هذه القيم النبيلة استغلت استغلالا غير إنساني في إقصاء المختلف، وفرض نموذج حضاري واحد، وقتل الهويات، وادعاء الحق في الوصاية على الشعوب، ودعوى أن هناك نموذجا ثقافيا واحدا هو الملائم للإنسانية، وأن غيره أصبح من مخلفات التاريخ.

وذكر أن العولمة أن وقعت في بؤرة النفاق والتناقض بين ما تقوله للناس وما تفعله بهم، فقد رأينا القيم تتهاوى عندما تجاهل العالم تعرض شعوب بأكملها للتهجير والقتل والموت جوعا، وأقرب دليل واضح على ذلك هم الروهينجا، الذين تركوا وحدهم ينتظرون مصيرهم المحتوم بالموت غرقا أو جوعا في عرض البحر.

وأعلن أن علاج أمراض الكراهية والعنصرية البشرية يكمن في ترياق خرج من قلب تجاربنا المريرة، وهو ترياق الأخوة الإنسانية التي أرفى فيها مناعة صلبة في مواجهة الأوبئة الفكرية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن مفهوم الأخوة الإنسانية لا يعني فقط الاكتفاء بقبول الآخر، بل يعني أن نبذل الجهد من أجل خيره وسلامته، وأن نرفض التمييز ضده بسبب أي اختلاف من أي نوع، ولا نألوا جهدا في نشر هذه المبادئ السامية بين الناس.

وأوضح، شيخ الأزهر، في تعليق له على حادث القتل في باريس، أنه يبرأ إلى الله تعالى، ويبرئ أحكام الدين الإسلامي الحنيف، وتعاليم نبي الرحمة "محمد صلى الله عليه وسلم" من كل من ينتهج الفكر الضال المنحرف، مؤكدا أن الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدسة تحت شعار حرية التعبير هو إزدواجية مختلة ودعوة صريحة للكراهية، فليس هذا وأمثاله يعبرون عن الإسلام، كما أن إرهابي نيوزيلندا الذي قتل المسلمين في المسجد لا يعبر عن دين عيسى عليه السلام.

تم نسخ الرابط