الفيل والطير الابابيل..شق صدره وهو في الثالثه..السحابة التي كانت تظله..سجود الشجر والحجر له وحديثه معهم..معجزات أذهلت الكثير عن خاتم النبيين
تعد معجزات الأنبياء آيات واضحة وعلامة صادقة على أن النبي يبلغ عن ربه ولا ينطق عن الهوى إنما ينطق عن وحي يوحى، وتقع المعجزات قبل بعثة النبي لتهيئة الناس لقبول الدعوة، وأن النبي يبلغ عن الله، وقد تحدث القرآن الكريم عن بشائر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال رب العالمين : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: 157].
ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، فعند ولادته، حمى الله بيته الحرام تكريما لمولد النبي وإرهاصًا لنبوته، وهو عام الفيل حيث حمى الله بيته الحرام من العدوان، عندما أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وهزم جيش الأحباش وحمى بيته من عدوانهم، عندما أصابتهم الأحجار الصغيرة التي أهلكتهم.
من معجزات النبي صلي الله عليه وسلم حادثة شق الصدر، والتي وقعت قبل البعثة ووقعت بعد البعثة، وقعت قبل البعثة عندما كان في عمر الثالثة، جاء رجلان بثياب بيضاء وقاما بشق بطنه، وعندما علمت مرضعته بهذا الأمر فزعت أن يكون مس من الشيطان، فأخذته لأمه في مكة وقالت لها ما حدث فطمأنتها، وقال العلماء أن حادثة شق الصدر هي معنى آية { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، وتعني تطهير النفس من كل الشوائب والصفات السيئة.
عن أبي موسى الأشعري قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي – صلى الله عليه وسلم – في أشياخ من قريش (قبل البعثة) فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم. قال: فهم يحلون رحالهم فجعل الراهب يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله وقال: هذا سيد المرسلين، هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء شجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه! فقال: أنشدكم الله أيكم وليّه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى ردّه أبو طالب وبعث معه أبا بكر، وزوّده الراهب من الكعك والزيت.
من معجزات الرسول قبل البعثة هي إنه أمر الشجرة بالتحرك له ثم أمرها بالرجوع مرة أخرى إلى مكانها، فعن وعن أنس قال: ((جاء جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو جالس حزين قد تخضّب بالدم من فعل أهل مكة، فقال: يا رسول الله! هل تحب أن نريك آية؟ قال: نعم، فنظر إلى شجرة من ورائه فقال: ادع بها، فدعا بها فجاءت فقامت بين يديه. فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت، فقال: حسبي حسبي)).
من معجزات الرسول تكليم الجمادات والحيوانات، منها: عن جابر بن سمرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن بمكة حجرا كان يسلّم علي ليالي بعثت، إني لأعرفه الآن).
وأيضاً تكليم ذراع الشاة المسمومة له، وإخباره بأنه مسموم، وقد وقع ذلك في غزوة خيبر، وكذلك قصة الجمل الذي بكى واشتكى للنبي ما يلاقيه من تعب وجوع!