ننشر التفاصيل الكاملة لواقعة ذبح مدرس تاريخ بالعاصمة الفرنسية باريس
جريمة بشعة هزت ضواحي العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة، حيث وقع هجوم قطع فيه رأس مدرس تاريخ بمنطقة كونفلان سان أونورين، وما إلا ساعات حتى صنفت الواقعة كعمل إرهابي.
تعود الواقعة ليوم أمس الجمعة، وتحديدا في تمام الساعة الخامسة مساء، حينما وجد رجال الشرطة شابا يحمل سلاحا أبيض، ويرتدي حزاما بدا وأنه ملغما، وبعد رفضه تسليم سلاحه طواعية، فتحت الشرطة النار على الرجل الموجود قي الضاحية الغربية لباريس، ليسقط قتيلا.
وبحسب التقارير الفرنسية، عثرت الشرطة على جثة رجل مقطوعة الرأس قرب الموقع، ليتضح في النهاية أنه أستاذ تاريخ بإحدى المدارس الثانوية في سان أونورين.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن الضحية عرض مؤخرا في الفصل أمام تلاميذه، رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، ما أثار جدلا حادا بين أولياء الأمور.
بينما قال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي برونو ريتايو إن الأستاذ الذي تم ذبحه، كان يتعرض للتهديد لعدة أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد درس حول حرية التعبير، عرض خلاله رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.
وأوضح أن المدرس أبلغ قياداته، لكن يبدو أنهم لم يوفروا له الحماية الخاصة، متسائلا عما فعلوه لحمايته.
فيما قالت الصحيفة إن النيابة العامة لمكافحة الإرهاب تتولى التحقيق، في ارتكاب جريمة مرتبطة بعمل إرهابي، وتشكيل مجموعة إجرامية إرهابية. وذلك عقب شواهد عدة.
وعلى خلفية الهجوم الوحشي، اعتقلت السلطات الفرنسية 9 أشخاص بينهم والدي أحد التلاميذ بمدرسة كونفلان سان أونورين، حيث يعمل المدرس صاحب الـ47 عاما الذي تم ذبحه.
ظلت هوية منفذ الحادث مجهولة، إلى أن أكدت مصادر قضائية أنه شاب شيشاني مسلم، ولد عام 2002 في موسكو.
وزعمت تقارير أن الجاني أعلن مسؤوليته عن الحادث على تويتر، حيث تم نشر صور لرجل مقطوع الرأس وتداولها بشكل واسع.
قالت إن المهاجم كتب على تويتر قائلا "بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد الله إلى ماكرون زعيم الكفار.. لقد أعدمت أحد كلاب الجحيم الخاصة بك التي تجرأت على الاستهزاء بالنبي محمد".
وبحسب ما ورد، فقد تم تعليق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فيما يحاول المحققون معرفة إذا ما كان المتهم هو من نشرها أو شخص آخر.
بدورها، أكدت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" أن منفذ جريمة قطع رأس رجل قرب العاصمة باريس، صرخ "الله أكبر" قبل إطلاق النار عليه من قبل الشرطة.
بعد ساعات من الهجوم الغاشم، توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع الحادث، حيث اعتبر الاعتداء على مدرس التاريخ "هجوم إرهابي"، داعيا إلى الوقوف بجانب المعلمين وحمايتهم.
وشدد ماكرون خلال كلمة قرب المدرسة التي قتل بجوارها المدرس، على أن الهجوم "لن يمر" وأن قوى الظلام والعنف المرافق لها لن تنتصر.
فيما ندد نواب البرلمان الفرنسي بالاعتداء الدنيء على المدرس، بينما أكد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أن بلاده ستتخذ إجراءات حاسمة بعد الواقعة.
وأعرب رئيس وزراء فرنسا عن سخطه التام تجاه الجريمة موضحا أن "العلمانية.. وهي العمود الفقري للجمهورية الفرنسية كانت مستهدفة من خلال هذا العمل الدنيء".
وأشار كاستكس إلى أن هذا العمل الوحشي يبدو أنه مرتبط، في ضوء المعلومات المتوفرة، بعمل إرهابي متطرف.
ويأتي حادث ذبح مدرس بارس، عقب أسابيع من هجوم طعن نفذه شاب باكستاني قرب المقر السابق لصحيفة شارلي إيبدو الساخرة.
وأسفر الهجوم عن إصابة شخصين بجروح بالغة، واعترف الشاب صاحب الـ25 عاما بأنه نفذ الهجوم ردا على إعادة نشر "شارلي إيبدو" رسوما مسيئة للنبي محمد.
وفجرت الصحيفة الفرنسية الساخرة حالة من الجدل بعدما أعادت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، تزامنا مع محاكمة متورطين في الهجوم الإرهابي على الصحيفة عام 2015 والذي راح ضحيته 12 شخصا.