حكاية روحية خالد التي تزوجت مستشرق إنجليزي..وانتقمت من معجب..واستقبلت سيد قطب في منزلها ونصحته بالابتعاد عن زوجها ”الخمورجي”
ذاع صيتها منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى الثمانينيات، وتنوعت أدوارها بين الزوجة المغلوب على أمرها والأم الطيبة الحنون، والحماة القاسية المتسلطة خاصة على زوجة ابنها، حيث جسدت مجموعة متنوعة من الأدوار الثانية كما في أفلام "نحن لا نزرع الشوك، وبين الأطلال، وسلامة في خير".
ولدت روحية خالد في يوم 13 يناير عام 1918، بدأت مسيرتها الفنية في مطلع الثلاثينيات فور تخرجها في معهد التمثيل على يد رائد المسرح، زكي طليمات، حيث عملت لفترة طويلة في فرقة مسيس، مع الفنان يوسف بك وهبي، وشهدت مسيرتها الفنية فترات انقطاع وحضور بسبب حياتها الخاصة التى حافظت على خصوصيتها، فلم يُعرف عنها سوى 3 زيجات، الأولى من المخرج أحمد بدرخان، وقدمت معه «انتصار الشباب» عام 1941، والثانية من مستشرق بريطاني، والثالثة من مؤلف مشهور.
كان الزوج الثاني للراحلة روحية خالد المستشرق البريطاني «هيوارث دان»، وهو أهم مستشرق إنجليزى كتب عن جماعة الإخوان، وهو الذى دبر لسيد قطب المنحة إلى الولايات المتحدة للاطلاع على التجربة الأمريكية فى تطوير التعليم والحرية والديمقراطية فى عام 1949، وعندما وصل قطب إلى الولايات المتحدة حتى استقبله دان وأسكنه ببيته.
وكانت روحية خالد تستقبل سيد قطب فى منزلها بوسط البلد، عندما كان يأتى لزيارة زوجها هيوراث دان وشاهدته فى أمريكا أيضا، ورغم أن «هيوارث دان» كتب كثيرًا عن الإخوان وإختلط بهم عن قرب فاستطاع اختراقهم فعليا، بل ونقل تخبطاتهم وخلافات كثيرة بينهم، وكان معروف عن «هيوارث دان»، أنه دائم السكر والعربدة فى شوارع القاهرة، وجاء ذلك ضمن بعض أوراق تركتها الفنانة الراحلة بعد وفاتها، وقيل إنها مثلت فى مسرح الإخوان الذى أسسه البنا فى الأربعينيات، وإنها هى التى حذرت سيد قطب من «هيوارث دان»، لأنه كان دائم السكر ومسرفاً فى الشراب.
وقدمت للفنانة الراحلة روحية خالد، العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم «قبلة في الصحراء» مع بدر لاما، ثم انقطعت عن التمثيل لمدة ثماني سنوات، وكان لها رصيد كبير وزاخر من الأعمال المسرحية والدرامية والإذاعية، فقدمت مع المسرح القومي الكثير من الأعمال، مثل، «نسوان وظاويظ»، «أولاد الفقراء»، «بيومي أفندي».
كما قدمت الكثير من المسلسلات الإذاعية مثل: «في سبيل الحرية»، «شهيد اسمه موشيه»، «الفلوس والحب»، «المرأة الأخرى»، «زيارة بلا موعد»، «عنبر 7»، «الليل الطويل»، «أدهم الشرقاوي» و«ورود وأشواك».
ومن المحطات الهامة التي شهدتها حياة الراحلة روحية خالد الفنية انقطاع دام لأكثر من 8 سنوات بسبب حياتها الشخصية وبعدها عادت للفن وقدمت «الدفاع» مع أمينة رزق و«سلامة في خير» مع نجيب الريحاني و«أجنحة الصحراء» مع حسين صدقي و«حياة الظلام» مع ميمي شكيب.
ومن المواقف الشهيرة في حياة روحية خالد انتقامها من أحد المعجبين الذي ظل يطاردها طالبا منها أن تقبل دعوته على العشاء، حيث روت للصحف حينها :"نزلنا من البيت وناديت التاكسى وطلبت من السائق أن يمضي بنا إلى الجيزة وسار بنا التاكسي لمدة ساعة ودفع حضرته حساب التاكسي".
وأكملت :"وفي المطعم طلبت منه تناول المقبلات قبل الطعام فقبل وبعد دفع الحساب اتجهنا إلى مطعم آخر، وطلبت طبعا أطباقا من جميع أنواع الطعام، لحوم وفواكه، وارتفع النبض عند روميو وبدأت يده ترتعش، وأكلت من كل صنف واستأذنت في الذهاب للحديث في التليفون، ثم زغت منه".
واختتمت حديثها :"بعد ذلك علمت من المطعم أن روميو لم يكن معه ما يكفي الحساب، وأنه اقتيد إلى الشرطة، وبذلك خلصت منه".
توفيت روحية في 6 مايو 1990، عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركة رصيد هائل من الأعمال الفنية تجاوز الخمسين عملًا.