”الوسيلة الأسرع للوصول للآخرة”..هكذا علق موسيقار الأجيال على موقف جمعه بالرئيس عبدالناصر

الموجز

مسيرة طويلة وحافلة من الإبداع قدمها موسيقار الأجيال، منها ألف أغنية لحنها عبد الوهاب شدت بها أصوات مصرية وعربية على مدار أكثر من ستين عاما، ولا تزال عالقة في الأذهان، ومحفورة في ذاكرة الموسيقى العربية، كذلك عرفه الجمهور ممثلا سينمائياً مع بداية السينما الناطقة في الثلاثينات، فقدم سبعة أفلام تنتمي للأفلام الغنائية أشهرها :"الوردة البيضاء و دموع الحب ويحيا الحب"، وعلى يده ولدت الأغنية السينمائية العربية.

ولد عبدالوهاب في حي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة، ولم تخل حياة موسيقار الأجيال من المواقف والعادات الطريفة؛ فمثلاً كان حريصاً أشد الحرص على نظام غذائي صحي، التزم به لفترة كبيرة من حياته، إضافة لخوفه الكبير من ركوب الطائرة والذي أكده في لقاء تلفزيوني مع ليلى رستم.

وأوضح عبد الوهاب في لقائه، أن لديه مبرراته للخوف من الطائرات؛ "فهي الوسيلة الأسرع للوصول للآخرة" كما يؤكد ساخراً، وأنها رغم انخفاض معدلات الضحايا بحوادث الطائرات مقارنة بوسائل النقل الأخرى، فهي لا تزال الأخطر في نظره لأن فرص النجاة منها منعدمة تماما.

مواقف عبد الوهاب مع الطائرات كانت ستدفعه للتخلف عن حفلة بدمشق يحضرها الرئيس عبد الناصر، وهي واقعة سرد تفاصيلها صديقه مجدي العمروسي، في كتابه الذي يحمل عنوان "عبد الوهاب.. الفنان والإنسان" والذي نشر في عام 1996.

فيذكر العمروسي أنه في أحد الأيام أخبر عبد الحليم حافظ عبد الوهاب بأنهما مطلوبين للغناء في حفل بدمشق أثناء وجود الرئيس عبد الناصر هناك، ولكن كان رد عبد الوهاب "إنت عارف أنا مبركبش طيارة، ويمكن تجيلي سكتة قلبية في الحكاية دي".

فقال حليم ده أمر ولازم ننفذه، ولكن عبد الوهاب صمم على عدم التنفيذ، وابتكر حيلة للهروب من هذا المأزق، فأخضر قربة ماء ساخن ووضع يديه حولها حتى صارت يديه في سخونة ماء القربة، وفي تلك الأثناء التقى بصلاح الشاهد، أمين رئاسة الجمهورية في عهد ناصر، وبمجرد أن صافحه الشاهد شعر بتلك السخونة الشديدة، ليخبره عبد الوهاب بعهدها أنه مريض ويريد منه أن يخبر الرئيس ناصر بأنه لن يستطيع السفر.

وحكى الشاهد لعبد الناصر تفاصيل لقائه مع عبد الوهاب، وقدر ناصر الظرف الصحي لعبد الوهاب في البداية، ولكن أحدهم قال لناصر "أن عبد الوهاب بيعمل تمثيلية عشان ميسافرش!".. ليفاجئ عبد الوهاب بعدها بجرس التليفون يدق، وعند رده سمع الصوت القائل "يا أستاذ عبد الوهاب أنا جمال عبد الناصر بعد ربع ساعة هتكون عندك عربية من الجيش تاخدك للمطار".

تم نسخ الرابط