استغرقت عملية ردمة ١٠ أيام ... حكاية ” البير المبروك ” الذى تفوح منه رائحة المسلك
بئر المعجزات، بئر البركات، بئر النوايا الحسنة، ومقره منطقة بولاق أبوالعلا، تفوح منه رائحة المسك ، وكانت معجزات هذا البئر تشع وتظهر فى يوم الجمعة، وتناثرت بشأن هذا البئر الروايات الكثيرة، في نهاية القرن التاسع عشر، فقبل توصيل مياه الشرب إلى البيوت فى المواسير ومنها إلى الصنابير، كانت الطريقة الوحيدة للحصول على المياه هى الآبار، وبينما كانت عملية حفر الآبار لا تأتى إلا بالحشرات المخيفة والروائح الكريهة، كان هذا البئر لا يخرج إلا بالروائح الذكية الطيبة، فضلا عن رائحة المسك التى كانت تميز طعم ماء هذا البئر المبارك، وقيل إن ماءه تحقق المعجزات.
وفى إحدى الروايات التى تناقلتها الألسنة بشأن البئر المبارك، أن أحد الأولياء الذى كانت تميزه لحيته البيضاء، زار مكان البئر الطيب، وسأل عن البئر، وحالته، وكيفية التعامل معه ومع المياه الطيب الذى يخرجه، وأيضا عن طريقة توزيعه بين الجيران، وقيل إن هذا الولى كان يزور البئر بين الحين والآخر للاطمئنان على البئر ومياهه الطيب.
ويشاع أيضا أنه فى إحدى الليالى القمرية، كان الصبية يلعبون فى الشارع بالقرب من البئر، وفى لحظة اختفى الطفل الصغير، وظل الجميع يبحث عن الصغير فى كل مكان، إلى أن فوجئوا بصوته يصدر من داخل البئر، ووجدوه معلقا كأنه منتصف البئر وليس تحته ماء أو يمسك بحبل، فأنزلوا له حبلا لإنقاذه، وصف لهم ملامح الولى الذى يزو البئر، وقال الصبى إنه كان يحمله على كتفيه، ومن هنا بدأت قصة البئر المبروك أو المسحور أو بئر النوايا الحسنة، وتردد أنه يشفى الأمراض المستعصية، وقيل أيضا إنه فى وقت صلاة الجمعة، كانت تحدث ظاهرة "الفوران" الكامل لمياه البئر.
وقيل إنه فى بداية القرن العشرين بدأت الحكومات التى عاصرت أسرة محمد علي، في تنفيذ خطة ردم الآبار بعد انتشار الزواحف الخطيرة من الآبار وحوادث سقوط الأطفال فيها، وعندما ترددت أنباء بردم البئر المسحور، تسابق أهله فى محاولات إخفائه، لكن أحد المسئولين كان على دراية بالبئر وشرع فى ردمه خلال عشرة أيام، حيث استنفذ قدرات ومجهود القائمين على الردم ليثبت البئر لكل من شاهده أنه حقا يستحق لقب البركات، والمعجزات .