كيف يصبح اختيار الصديق من مقاصد الشريعة؟ .. عالم أزهري يُجيب
قال الدكتور شعبان محمد عطية أستاذ الشريعة وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف، إن اختيار الصديق من مقاصد الشريعة الإسلامية المهمة، لأن الصداقة تؤثر في الإنسان إما إيجابا أوسلبا، فالمرء يتأثربصديقه، خاصة إذا كان يمتلك شخصية قوية، لأن الناس يسيرون غالبا في ركاب الأقوى ويقلدونه تقربا إليه.
وأضاف "عطية" في إحدى حلقات برنامج "من مقاصد الشريعة الإسلامية" الذي يبث عبر إذاعة القرآن الكريم، أن رفقة الخير لها أثرها الطيب على الإنسان، فالمؤمن يدرك أنه لايمكن لإنسان أن يعيش بمعزل عن الآخرين حتى ولو حيزت له كنوز الدنيا ، فالإنسان اجتماعي بطبعه، يأنس بوجود الآخرين وبالتعامل معهم وبتبادل الخبرات، لذلك نجد هذا الدعاء الوارد في السورة الأولى من القرآن الكريم(الفاتحة) ، والتي يجب على كل مسلم أن يحفظها ويرددها في كل صلاة، يدعو فيها المسلم ربه عز وجل، بالهداية لأن الإنسان عقله قاصر لا يدري حقيقة ما في القلوب، و لا يعلم حقيقتها إلا علام الغيوب.
كما حذر الشيخ عطية من المنافقين الذين يتحدثون بكلام منمق جميل ويظهرون غير ما يضمرون والإنسان قد ينخدع بهؤلاء، يقول الله عز وجل"وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)" سورة البقرة، لذلك َارشدنا الله عز وجل أن ندعوه طالبين الهداية منه سبحانه وتعالى علام الغيوب إلى الطريق المستقيم طريق الصالحين لكي نسلم كما سلموا ونسعد كما سعدوا، لكي يجنبنا رفقة السوء وإن يبعدنا عمن ضلوا الطريق، لأن العبد منا محدود الفكر والنظر والبصيرة لذلك يتوجه إلى ربه عز وجل بكل صدق وإخلاص أن يوفقه إلى الخير ورفقة الخير ويجنبه الشر ورفقة الشر وهذا مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، يقول الله عز َجل"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)" وفي الآيات الكريمة دعاء وطلب وسؤال لله عز أن يهدينا الطريق المستقيم وهو طريق الصالحين.
وأشار إلى أن المقصد الاجتماعي الذي يتحقق من خلال رفقة الخير يتمثل في أنه بهم تبني المجتمعات وتزداد الخيرات ويقضى على كل شر وآفة وسوء.
واختتم بضرورة تحري اختيار الصديق والجار، لافتا إلى أن الإسلام يعلم اتباعه اختيار الرفقة الصالحة لأنفسهم وَلأبنائهم، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، والمعنى أن الإنسان يتأثر بصديقه، لذلك يعلم الإسلام تحري الرفقة الصالحة لتأثيرها في أخلاق وسلوك من يرافقهم، والشريعة دائما تدعونا أن نتحرى الرفقة حتى يكون نسيج المجتمع نسيجا واحدا متعاونا قويا ضد الشر.