المفتي : قوى الشر تزكي نيران الكراهية والطائفية والإرهاب
شارك الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم اليوم الثلاثاء، في منتدى القِيَم الدينية لمجموعة العشرين الذي عُقد افتراضيًّا تحتَ رعاية مركزِ الملكِ عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوارِ بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد).
وأعرب المفتي فى كلمته عن تطلعه لتعاون الجميع قيادات وأفرادًا ومؤسساتٍ للمشاركةِ في منتدى القِيَم الدينية لمجموعة العشرين ذلك المنتدى الذي يرتكزعلى قضايا أساسيةٍ تهمُّ البشريةَ جمعاء ضمن الإطارالواسع لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وتعكس كل قضية منها مدى تأثيرأي حَدَثٍ في هذا الكون وفعلٍ يقومُ به الإنسانُ في حركة التقدُّم والعمران في أرجاء المعمورة.
وأكد المفتي أن هذا العالم المترامي الأطراف باتَ قريةً صغيرةً بمعنى الكلمةِ، فأيُّ حادثةٍ مهما بَدَت عابرةً شديدةَ المحليةِ تُؤثر في أقصى مكانٍ فيه، قائلًا: "لعل تفشي وباءِ "كورونا" المستجدِّ أكبرُ كاشفٍ لهذه الظاهرةِ المعاصرةِ؛ لأننا نلمس آثاره ونُعاينها مباشرةً بشكل إجرائي عملي في هذه الأيام، كما أن هذه الجائحة وغيرها من الأوبئة الفكرية والاجتماعية والصحية تُمثِّل تحديات مشتركة تُحتِّم علينا فتحَ قنواتِ الحوارِ المباشرِ مع بعضنا البعض لإيجاد حلولٍ للمشكلات التي يُواجهها العالم".
وأضاف: ذلك الحوار لا ينبغي أن ينقلب أبدًا إلى حديث أُحادي لإلحاق الهزيمة بالمخالف؛ لكنه يمثل المحاولة لفهمه وبناء جسورِ التفاهمِ والتعاونِ معه تنفيذًا لمراد الله عز وجل؛ فقد خلقنا سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ليتعرف بعضنا إلى بعض؛ فإن الله تعالى قد ذكر في القرآن الكريم أنه لم يخلق هذا التنوع والتعدد عبثًا فقد قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}، وقال تعالى: {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وتابع المفتي: إن الناس يختلفون حول العقائد والأديان ولكن لا يشك أحدٌ في أنهم يتفقون على الأخلاق وبها يتعايشون فيما بينهم في أمن وسلام ما دام يجمعهم عقد اجتماعي وعُرفٌ أخلاقيٌّ واحدٌ يسمو بهم نحو المعاني الراقية من الصدق والأمانة والتعاون على البروالخيروالاحترام المتبادل.
وأكد مفتي الجمهورية خلال كلمته على أن ثباتَ القِيَمِ الأخلاقيةِ كفيلٌ بحفظ الأمن والأمان في المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان، وأيُّ عَبَثٍ بالمنظومةِ الأخلاقية التي تعارفَ الناسُ عليها سوف يؤدي إلى عواقب كارثية وخيمة؛ مطالبًا بضرورة تفعيل تلك القيم وتحويلها إلى واقع ملموس في عصرنا الحاضر؛ بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تُزكِي نيرانَ الكراهيةِ والتعصبِ والشقاقِ والطائفيةِ والتطرفِ والإرهابِ، وتعتدي على الكرامة الإنسانية.