أستاذ فقه مقارن : سب الوالدين من الكبائر والإسلام حرمه
تلقى برنامج (بريد الإسلام) المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم في إحدى حلقاته، رسالة من مستمع يقول فيها ما حكم عدم احترام الأبناء للآباء؟ والتحدث معهم بشكل غيرلائق، وهل يعد هذا سبا أم لا؟
وأجاب الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلا: ذهب الفقهاء إلي أن السب هو كل كلام قبيح، لافتا إلى أن وصف الابن لأبيه بصفة سيئة يكون سباب، واتفق الفقهاء على تحريم كل كلام يؤذي تصريحا أو تلميحا أو قولا أو فعلا، مستدلين بما جاء في قول الله عز وجل" وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُللَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".
وتابع أنه حين نتأمل هذه الآية الكريمة نجد أن الله عز وجل قد أمر بعبادته عز وجل، ثم أمر سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين، ونهي الابن أن يقول لوالديه كلمة أف أو أن ينهرهما، وأمره أن يقول لوالديه قولا كريما والدعاء لهما بالرحمة ومعاملتهما بالرفق جزاء لتربيتهما له وهو صغير، موضحا أن الفقهاء اتفقوا على أن من يخالف هذا النص القرآني يكون آثما.
كما تطرق إلي حكم من يتسبب في سب والديه فأوضح أن الفقهاء قد اتفقوا على حرمة سب الوالدين أو التسبب في سبهما، مستدلين بقول النبي صلي الله عليه وسلم"إن مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ" . قِيلَ يَارَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: "يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّه" ، والمعني أن سب الإنسان والديه أو التسبب في سبهما من الكبائر، وأن علي الأبناء احترام الآباء وبرهما حتى يبرهم أبناءهم، فالإنسان كما يدين يدان.