أسرار جديدة تُنشر لأول مرة عن ياسر عرفات.. وُلد في القاهرة.. وحارب في 67.. وهذه قصة صداقته مع موشي ديان.. ولغز وفاته يحير العالم حتى الآن
حياة حافلة بالأحداث والألغاز عاشها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، ورغم الاختلاف الذي صاحب مسيرته السياسية لكنه يعد من أبرز الشخصيات دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
ولد الرئيس الراحل ياسر عرفات في القاهرة، في يوم 24 أغسطس عام 1929م، وهو من شجرة عائلة الحسيني ذات الأصول الفلسطينية من مدينة غزة، واسمه الكامل هو محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة، قضى أول طفولته في القاهرة، ومن ثم رحل إلى القدس برفقة أخيه عند أقربائه، وعاش في كنف القدس، وكان منذ صغره ثائراً يحبّ وطنه، وفي عام 1990م، تزوّج ياسر عرفات كبيراً في السن من سهى الطويل التي كانت مسيحيّة الديانة، وله بنتٌ اسمها زهوة على اسم والدته.
الصبا والشباب
أنهى ياسر عرفات تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة، حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته.
في صباه وشبابه تردد على بعض المنفيين من فلسطين، وأصبح مقربًا من أوساط المفتي أمين الحسيني الذي كان منفيًا في القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني وابنه فيصل الحسيني.
وتورد أخته بأن عرفات كان على خلاف مع والده بسبب تردده على أحياء اليهود في القاهرة. وفي حي السكاكيني تعرف على موشي دايان، والمقيم في نفس الحي وكان عرفات يعلل هذا الأمر بأنه يريد «دراسة عقليتهم» و«التعرف أكثر على عدوه».
كما ذكرت أخته الكبرى إنعام بأن عرفات «كان يشارك في كل المظاهرات، وكنت أجري دائما وراءه لإعادته للبيت»، كما كانت تمنع عنه مصروف الجيب عقابا له غير أن ذلك لم يردعه واستمر في نشاطه.
وفي سن السابعة عشرة من عمره قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليًا)، فدرس الهندسة المدنية، وتخرج في عام 1950. وفي تلك الفترة دخل في نقاشات مع يهود وصهاينة، وأصبح أكثر معرفة باليهودية والصهيونية بعد قراءته لأعمال كُتاب يهود منهم تيودور هرتزل.
حرب 1948
في أثناء حرب 1948 ترك عرفات الجامعة، وذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وبعد ذلك حارب مع الفدائيين الفلسطينيين، ولكنه لم ينضم رسميا لأي منظمة.
وانضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة، وفي بداية عام 1949 كانت الحرب تتقدم في الحسم لصالح إسرائيل، وفي تلك الأثناء عاد عرفات إلى القاهرة بسبب نقص الدعم اللوجستي.
وبعد عودة عرفات إلى الجامعة درس الهندسة المدنيةن كما واصل نشاطه السياسي، فتم انتخابه رئيسًا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة من عام 1952 لعام 1956.
وكانت السنة الأولى 1952 لرئاسة عرفات لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة بالاشتراك مع صلاح خلف المعروف باسمه الحركي (أبو إياد).
وفي السنة الأولى من رئاسته أيضًا، قامت حركة الضباط الأحرار بالإطاحة بالملك فاروق الأول، وتم تغير اسم جامعه الملك فؤاد لتصبح جامعة القاهرة.
وفي تلك الفترة تعرف على فاروق القدومي الناشط في حزب البعث، وتخرج في تلك الفترة من كلية الهندسة المدنية، واستُدعي إلى الجيش المصري في أثناء العدوان الثلاثي على مصر لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، إلا أنه لم يشارك شخصيا في أرض المعركة.
وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية، وفي نهاية ذلك العام، شارك في مؤتمر عقد في مدينة براغ، ارتدى فيه عرفات كوفية بيضاء. وبعد ذلك بدأت تلك الكوفية تُرتدى في الكويت، وأصبحت تختص باللونين الأبيض والأسود.
حركة فتح
كانت بداياته مع تأسيس حركة فتح، التي كانت تتألف من مجموعة من أصدقائه، وتأسست حركة فتح في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، واسم "فتح" هو اختصاراً لحركة التحرير الوطنية الفلسطينيةز
وفي عام 1963، اعترفت جميع الدول العربية بحركة فتح، وأصبحت هذه الحركة هي ممثلة عن الشعب الفلسطيني، وقد شارك الرئيس الراحل عدّة معارك، كان منها معركة السموع عام 1966، وحرب الأيام الستة عام 1967، ومصادمات قرية الكرامة طوال عام 1968، كما ترأس المجلس التنفيذي لحركة فتح عام 1969م، وشارك في الكثير من المؤتمرات التي تخص القضية الفلسطينية كمؤتمر أوسلو، ومن ثم عام 1996 استلم رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في فلسطين بعد إجراء الانتخابات.
لغز الوفاة
في النصف الأول من شهر أكتوبر من قلب الحصار الذي كان فيه، بدأت علامات المرض عليه، إذ ساءت أوضاعه الصحية كثيراً وتدهورت، وعلى إثرها نقل إلى دولة فرنسا لتلقي العلاج.
وفي يوم 4 نوفمبر، أعلن أن الرئيس ياسر عرفات دخل في غيبوبة، وفي يوم 11 نوفمبر عام 2004، قبل يوم الاستقلال الفلسطيني بأربعة أيام، أعلن عن وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن عمرٍ بلغ خمسة وسبعون عاماً، ودفن في مدينة رام الله، بعد رفض الاحتلال دفته في مدينة القدس كما تمنى قبل وفاته، وبعد وفاته ضجت دول العالم بسبب موته، فهناك ما أكد أن موته غير طبيعي وهو اغتيال، وأنّ اغتياله كان بالسم الذي دخل على جسده، وما زال الأمر ليومنا.