عانت من شدة والدها فتحكمت في حياة ابنتها حتي في اختيار أصدقائها وثيابها.. أسرار عائلية من حياة مريم فخر الدين ونجلتها
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وفى عام ١٩٥٧ أجرت إحدي المجلات تحقيقًا تحت عنوان "ابنتى فى السن الخطرة" تحدثت فيه عن التطور والتغير الذى حدث فى المجتمع بين العادات القديمة وماهو سائد وقتها، واستطلعت المجلة أراء عدد من نجمات الزمن الجميل واللاتى كانت بناتهن إما بلغن سن السادسة عشر أو أقل، حول قواعد التربية فى هذا السن والمسموح والممنوع فيه، والقواعد التى يعتمدن عليها فى تربية بناتهن فى السن الخطر، وهل يعطيهن الحق فى التحرر من التقاليد القديمة والعادات الموروثة أم سيضعن حولهن سياجًا من المسموح والممنوع.
ومن بينهم الفنانة مريم فخر الدين التى كانت نجلتها إيمان طفلة فى هذا الوقت، وتحدثت النجمة الجميلة عن الطرق التى ستتبعها مع ابنتها حين تصل إلى السن الخطر، قائلة: "أنا أسعي دائمًا علي تنمية صلة الصداقة والفهم بينى وبين ابنتى إيمان، وعندما تبلغ سن السادسة عشرة ستكون هذه الصداقة قد بلغت أوجها مما يجعلنى فى مكان المشيرة الناصحة لها فى كل ما يواجهها من مشاكل وسأضمن بهذا الأسلوب نوعا من الإشراف على اختيارها لأصدقائها وصديقاتها وحتى ثيابها".
وتابعت: "لست أنكر أن المجتمع المعاصر يتطور وعاداته تتغير وتتبدل، ولو قارنا بين ما يسود اليوم وما كان يسود من عشر سنوات لوجدنا ان كثيرًا من التقاليد قد اختفت من المجتمع ولهذا فأنا على ثقة من أن ما يبدو اليوم مشكلة سيكون بعد عشر سنوات شيئاً عادياً جداً لا نزاع فيه ولا اختلاف عليه".
ولدت الفنانة مريم فخر الدين في ٨ يناير ١٩٣٣، بالفيوم، ووالدها كان يعمل مهندس ري، ووالدتها مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، لها شقيق واحد هو الممثل يوسف فخر الدين.
وفي سن الثانية عشرة فرض عليها والدها عدم الخروج والإكتفاء بالذهاب إلى المدرسة، وفي إحدي التصريحات الصحفية قالت مريم :"كان ممنوع حتى أرد على التليفون، في مرة رديت علشان مفيش حد في البيت، طلع بابا اللي بيتصل، جه شال التليفون كله".
درست في المدرسة الألمانية حتى حصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وكانت تتحدث خمس لغات، هم: العربية والإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والمجرية، ودخلت مجال الفن بالصدفة، وهي في السابعة عشرة من عمرها، بعد أن ذهبت لالتقاط صورة فوتوغرافية في عيد ميلادها، وعرض عليها المصور الاشتراك في مسابقة تنظمها مجلة "إيماج" الفرنسية، وفازت بجائزة أجمل وجه، ولذلك تعاقد معها المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان على المشاركة في أول أفلامها "ليلة غرام"، والذي تقاضت عنه ألف جنيه كأجر.
تزوجت من المخرج محمود ذو الفقار وهي ابنة ١٨ عامًا، وكان يكبرها بـ ٢٣ عامًا، وكان يعاملها بشدة ويتعمد إهانتها وضربها، ويأخذ أجرها ويمنحها جزء قليل منه، فلجأت لإخفاء نصف ما تتقاضاه في جواربها، وذات يوم ووقت سفره وجدت المبلغ وصل إلى ١٧ ألف جنيه، فأجرت شقة وأثثتها وطلبت منه الطلاق، بعد زواج دام ٨ سنوات، وكانت ثمرته ابنتها إيمان، وكانت مرتبطة بشادية حتى وفاتها، على عكس علاقتها بفاتن حمامة التي كانت متوترة، حيث رأت أنها لم تكن "سيدة الشاشة العربية"، قائلة: "ما كلنا سيدات".
خلال مشوارها الفني شاركت مريم فخر الدين فى اكثر من ٢٧٠ عمل منهم ٧٥ فيلمًا كانت لها البطولة المطلقة فيها، ومن أهم اعمالها "رد قلبى، رنة خلخال، القصر الملعون، حكاية حب، شباب اليوم، الايدى الناعمة، اللقيطة، الحب الصامت، الشحات، رحلة غرامية، بقايا عذراء، قلب من ذهب، مع الذكريات، لقاء فى الغروب، أقوى من الحياة، ارحم حبى، الشك القاتل" وغيرهم.
ومع مطلع السبعينيات اختلفت أدوار مريم فخر الدين على الشاشة بحكم السن، وأصبحت تقوم بأدوار مختلفه تمامًا كدورها الشهير في فيلم "الأضواء" ومن قبله دور الأم في فيلم "بئر الحرمان".
ابتعدت الفنانة مريم فخر الدين عن الساحة الفنية، بعدما تمكنت الشيخوخة منها، وهو ما دعاها للعيش في عزلة بعيداً عن الفن والأضواء، وفي آواخر أيامها تم احتجازها داخل مستشفى المعادي العسكري بسبب تجمع دموي في المخ، ولكن حالتها الصحية تدهورت بعد إجراء العملية، الأمر الذى أدى إلى احتجازها بغرفة العناية المركزة حتى وافتها المنية في الثالث من نوفمبر عام ٢٠١٤ عن عمر يناهز ٨١ عامًا.