علي جمعة: الشباب ساندوا النبي في بداية الدعوة
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق؛ أن لا أحد ينكر موقع الشباب في صدر الإسلام, فهم من ساندوا الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة, وانتشر الإسلام على يد هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى, حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يستشيرهم في الأمور المهمة وكان ينزل على رأيهم كثيرا، ومن ذلك أنه نزل على رأي الشباب في الخروج لملاقاة المشركين في غزوة أحد، وكان رأي الشيوخ التحصن داخل المدينة.
وأضاف عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ من عظم دور الشباب في بناء كيان الدعوة, وصف المستشرق البريطاني مونتجمري وات في كتابه (محمد في مكة) الإسلام بأنه كان في الأساس حركة شباب ففي البداية أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوة في دار أحد الشباب وهو الأرقم بن أبي الأرقم, ولأن الدعوة تعتمد على النقل كان الشباب هم نقلتها إلى أهل مكة ومن حولها, ولا ننسى دور سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الهجرة, فكم كان دوره فيها وأداؤه المهمة التي كلف بها كبيرا عظيما.
وأشار إلى أن من اعتماده على الشباب أنه أمّر أبا عبد الله الثقفي الطائفي على وفد قومه -وفد ثقيف- لما رأى من عقله وحرصه على الخير والدين رغم أنه كان أصغرهم سنا. (سير أعلام النبلاء 2/374).
وقد سار الصحابة رضوان الله عليهم على منهج الرسول عليه الصلاة والسلام في الاهتمام بالشباب, فعندما أراد سيدنا أبو بكر الصديق جمع القرآن كلف زيد بن ثابت بهذه المهمة وهذا العمل الجليل, يقول الإمام الزهري: «لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم, فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان واستشارهم يبتغي حدة عقولهم» (جامع بيان العلم وفضله 1/85).
وأوضح أن تاريخ الأمة الإسلامية زاخر بهذه النماذج الرائعة التي لا تعد ولا تحصى من شباب الأمة في جميع مناحي الحياة, وعلى شباب اليوم أن يستلهموا القدوة من خلال هذه النماذج لإعادة بناء الأمة وبناء حضارة قوية عريقة تستمد شرعيتها من نبراس ديننا الإسلامي الحنيف, وعلى الشباب أن يستثمروا ما وهبهم الله من قدرات كبيرة وطاقات هائلة في دفع عجلة التنمية والارتقاء بالأمة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى مصاف الدول الكبرى، ليعود لهذه الأمة مجدها التليد الذي شيده الشباب بسواعدهم كفاحهم.