أسلم في زمان النبي ﷺ ولم يره .. إلقى في النار وصلى بداخلها ولم يحترق..وصف بحكيم الأمة.. من هو سيد التابعين؟

الموجز

تعد معجزة عدم مس النار لجسد سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه فيها بعد قيامه بتكسير الأصنام التي يعبدونها، من المعجزات الإلهية الخارقة التي يصعب علي الإنسان تفسيرها، والعجيب أن تلك المعجزة تكررت في التاريخ الإسلامي مرة أخرى مع أحد التابعين للرسول صلى الله عليه وسلم.

هو " أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني " من أهل اليمن، أسلم في زمان النبي ﷺ ولكنه لم يره، إلا أنه رأى الرعيل الأول من كبار الصحابة الكرام وقدم إلى المدينة المنورة من اليمن في خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقابل سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اعتنقه ورحب به.

ولهذا التابعي قصة عجيبة وكرامة كبيرة أثبتها العلماء في كتبهم وهي أنه بعد انتقال النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى ظهر رجل في اليمن يدعي "الأسود العنسي"، وادعى النبوة ودعا الناس إليه، فتصدى له هذا التابعي الجليل وجهر بتكذيبه، وقال له أمام الجميع إنك كذاب.

وكان الأسود العنسي شديد البطش وقبيلته من أكبر القبائل فأمر أتباعه أن يشعلوا نارًا كبيرة ليلقي فيها هذا التابعي العابد المؤمن أمام الناس وخيره قبل إلقاءه إما بالإقرار بنبوته أو أن يرمى في النار، ولكن هذا التابعي الجليل كان ثابتًا على الحق، قابضًا على إيمانه، فألقوه في النار وظل يذكر الله سبحانه وتعالى ويدعوه ويقال إنه صلى في النار، فأيده الله سبحانه وتعالى بالكرامة وحماه من الاحتراق، فخرج من النار ولم يصبه شئ وسط ذهول الناس ومدعي النبوة الأسود العنسي، والذي أمر بإخراجه من اليمن حتى لا يفقد ولاء أتباعه.

وقد ذكر كرامته تلك وقصته عدد من العلماء الثقات وتلقوها بالقبول ومنهم الإمام البيهقي في "دلائل النبوة"، وابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، والإمام ابن حبان في صحيحه، والإمام القرطبي في كتابه "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، والإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء"، والإمام ابن عساكر في كتابه "تاريخ دمشق"، وغيرهم الكثير.

وخرج التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني رضي الله عنه من اليمن إلى المدينة المنورة، ودخل مسجد رسول الله ﷺ ليصلي هناك بجوار سارية من سواري المسجد، فرآه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: من أين الرجل؟ قال: من اليمن، فقال له عمر: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره؟ قال له أبو مسلم: ذاك عبد الله بن ثوب. قال عمر: نشدتك بالله عز وجل أنت هو؟ قال: اللهم نعم.

فقّبل الفارق عمر بن الخطاب أبو مسلم الخولاني ما بين عينيه، ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة نبيه محمد ﷺ من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن، عليه الصلاة والسلام.

ويروى عن مالك بن دينار ، أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني ، فقال : من هذا؟ قالوا : أبو مسلم ، فقال : هذا حكيم هذه الأمة

ولما نزل الصحابي الجليل سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه مؤذن الحبيب سيدنا محمد ﷺ بعد انتقال الحبيب ﷺ إلى رفيق الأعلى إلى بلاد الشام نزل في مدينة داريا في ضيافة أبو مسلم الخولاني زوجه ابنته وأقام سيدنا بلال الحبشي في هذه المدينة وانتقل إلى رحمة ربه فيها ودفن فيها وعدد من يعلم مكان قبره قليل

وانتقل أبا مسلم الخولاني رضي الله عنه إلى رحمة ربه وأكرم بالشهادة في سبيل الله غازياً سنة 62هـ.

تم نسخ الرابط