رغم إعاقته حياته لا تقتنع بالفشل.. قصة المحارب الصينى الذى حقق الثراء من تشجير الجبال القاحلة
تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مجموعة صور لمحارب نجح في تحقيق الثراء من تشجير الجبال القاحلة رغم إعاقته حياته لا تقتنع بالفشل.
وأشار رواد السوشيال ميديا أن «لان لين جين»، يعد من أحد قدامى المحاربين فى الصين، الذى فقد ذراعيه وعينه اليسرى، عام 2003، بعد تعرضه لحادث مفاجئ أثناء قيامه بأعمال التفجير فى أحد المحاجر، مما تسبب له فى عاهة من الدرجة الأولى، أفقدته القدرة على العمل بشكل أساسى، ولكن شخصيته التى تكونت فى حياته العسكرية لا تقتنع بالفشل أبدا ودفعته إلى الاستمرار فى بذل الجهود لكى يعيش معتمدا على نفسه.
ولد هذا المحارب المذهل فى قرية دايفانج بمحافظة تشانج تينج فى مقاطعة فوجيان بشرقى الصين، حيث إن هذه المحافظة من أشد المحافظات التى تتعرض لتآكل التربة فى منطقة ذات التربة الحمراء فى جنوب الصين، وكان جبل "هونج تشيلينج" فى القرية قاحلا للغاية، حاول "جين" تربية البط والأسماك وزراعة البامبو وغيرها، لكنه خسر بسبب نقص التكنولوجيا والأموال، ومع ذلك وجد "لان" فرصة جيدة لتحقيق حلمه فى أسوأ حالات حياته، حيث غرس الأشجار على الجبال القاحلة بجهوده الدءوبة
جاء ذلك وفقا لشبكة CGTN الصينية، التى أشارت إلى ما قاله جين: "عندما كنت فى الـ15 من عمرى، دمر الطين الذى جرفته العاصفة الممطرة من الجبل القاحل بيتى الجديد المصنوع من التراب، حيث كنت على وشك أن أضع البلاط له، بعد ذلك توفى والدى مكتئبا بسبب هذا، لذلك كنت أحلم بزراعة الأشجار الخضراء على هذا الجبل منذ نعومة أظفارى".
وأوضح في رواياته لحياته المثيرة للدهشة أنه ذات مرة جاء رفاقه لزيارته، وجلبوا المعلومات حول السياسة التفضيلية من قبل الحكومة، من أجل الاستمرار فى السيطرة على تآكل التربة، قدمت الحكومة شتلات وتكنولوجيا مجانية لمقاولى الجبل القاحل وغيرها، كما شجعوه رفاقه على مقاولة الجبل لزراعة أشجار الشاي، ليتخذ قرارا سريا فى ذلك الوقت لاستغلال هذه الفرصة لكى يعمل عملا عظيما.
اللافت للنظر أنه خلال عشر سنوات، عمل على الجبل القاحل الذى تصل مساحته نحو 133هكتار، كل يوم تقريبا مهما كان الطقس سيئا، ومع حسن الحظ تحولت معاناة جسده وحياته إلى حياة أفضل.
ومن خلال توجيه من قبل الحكومة فى السنوات الأخيرة، تمكن من الإشراف على إنشاء جمعيتين تعاونيتين للزراعة والتربية، وشركة الزراعة معتمدا على إدارة الصناعة الخضراء فى الجبل أيضا، حيث تضم الجمعية التعاونية أكثر من 200 عضو، ويشكل شاى الزنجبيل للشركة ومسحوق الزنجبيل وما إلى ذلك سلسلة صناعية تشمل الزراعة والحصاد والتصنيع والتسويق.
ويتمنى جين مواصله اختياراته من خلال مساعدة المزيد من الناس، حيث قاد القرويين المحيطين إلى زراعة الشاى والزنجبيل وتربية البط وغيرها من خلال توفير الشتلات والأسمدة والتكنولوجيا، وما إلى ذلك، والسماح لهم بالمشاركة فى إدارة الأعمال بالزراعة، قائلا: "تلقيت المساعدات من مختلف الجوانب المتمثلة فى الإدارات فى المحافظة ورفاقى وجيرانى من حيث التمويل والتكنولوجيا، وينبغى أن أرد الجميل للمجتمع".
كما يخطط لبيع البضائع المحلية من خلال البث المباشر، وإظهار الجبل الأخضر والمنتجات الزراعية البيئية لمزيد من مستخدمى الإنترنت، لتوسيع قنوات التسويق، قائلا: "توجد بعض الأراضى المعشوشبة الضارة فى الجبل حيث يمكننا زراعة الأشجار، وستستخدم أموال المبيعات لمزيد من التطوير".
ومن هنا تمكن هذا المحارب الصيني المثير للدهشة من تحقيق الثراء من خلال الزراعة والتربية فى الجبل القاحل، وهذا أيضا مثال للجهود المستمرة التى تبذلها المحافظة لتحقيق نتائج جيدة فى السيطرة على تآكل التربة فى ظل الدعم القوى من الحكومات على جميع المستويات والمثابرة طويلة الأجل من السكان المحليين.