أزمة ”كورونا” تجبر الأندية الإسبانية على التقشف في سوق الانتقالات
مع الحاجة الملحة لخفض فواتير الرواتب والنفقات في الأندية الإسبانية بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، اتجهت الأندية الكبيرة في إسبانيا لجني الأموال بدلا من إنفاقها في فترة الانتقالات الصيفية.
وإذا كانت هناك أي شكوك بشأن المحنة المالية للأندية الإسبانية بسبب جائحة كورونا ، فإن هذه الشكوك تبددت تماما مع غلق باب الانتقالات الصيفية مساء أمس الاثنين في ظل التراجع الواضح في إنفاق الأندية الإسبانية في سوقت الانتقالات.
وذكرت صحية "آس" الإسبانية الرياضية اليوم الثلاثاء أن الأندية الإسبانية أنفقت أموالا أقل بنسبة 65 بالمئة مما أنفقته في نفس فترة الانتقالات بالعام الماضي.
وكانت الأندية الإسبانية أنفقت مليارا و301 مليون يورو (مليار و532 مليون دولار) على تدعيم صفوفها خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية لكنها أنفقت 410 ملايين يورو فقط هذه المرة.
وفي المقابل ، باعت الأندية الإسبانية لاعبين بلغ إجمالي مقابل بيعهم 455 مليون يورو.
وخلال فترة الانتقالات هذا الصيف ، حاولت الأندية الإسبانية سد الثغرة المالية التي نتجت عن الخسائر التي تكبدتها نتيجة تراجع دخل المباريات في ظل إغلاق الاستادات أمام الحضور الجماهيري بسبب أزمة كورونا.
ولجأت معظم الأندية الإسبانية إلى هذه الخطوة لتقليص الفجوة المالية لديها.
وخصصت "آس" صفحتها الأولى للحديث عن حقيقة مهمة وهي أنها المرة الأولى منذ 40 عاما التي لم يبرم فيها ريال مدريد أي صفقة خلال فترة الانتقالات الصيفية.
وعلى الأقل ، يشعر مشجعو الريال بأنهم كانوا يعرفون هذا حيث أشار إليه فلورنتينو بيريز رئيس النادي قبل أسابيع عندما قال : "من الصعب أن نطالب اللاعبين بتخفيض رواتبهم ثم نبرم صفقات ضخمة مع لاعبين جدد".
وكان برشلونة على النقيض من هذا حيث أثار ضجيجا هائلا خلال الأسابيع الماضية وحتى غلق باب الانتقالات أمس وكان معظم هذا الضجيج على إمكانية التعاقد مع إيريك جارسيا من مانشستر سيتي الإنجليزي وممفيس ديباي من ليون الفرنسي. ولكن أيا من اللاعبين لم ينتقل لبرشلونة هذا الصيف.
ولم يفشل أتلتيكو مدريد فقط في إبرام أي صفقة كبيرة مع ختام سوق الانتقالات أمس بل إنه باع لاعب خط الوسط الغاني توماس بارتي إلى أرسنال الإنجليزي مقابل 50 مليون يورو.
وفي استثناء لقواعد الانتقالات الإسبانية ، سيكون أمام أتلتيكو شهر آخر الآن بعد غلق باب الانتقالات الرئيسي للتوقيع مع بديل محلي لأنه تم استيفاء الشرط الجزائي في عقد بارتي ، مما ترك النادي بلا بديل سوى البيع.
ومن بين أكبر الأندية الإسبانية الكبيرة ، كان أشبيلية هو الوحيد الذي ودع سوق الانتقالات بتدعيم صفوفه.
وتعاقد النادي مع المدافع الهولندي كريم رقيق من هيرتا برلين الألماني كما تعاقد مع أسامة إدريسي من ألكمار الهولندي.
وفي بلنسية ، كانت هناك خيبة الأمل لعدم ضم أي لاعب جديد ، كما أشارت إذاعة "كادينا سير" مساء أمس الاثنين إلى أن خافي جارسيا قد يستقيل من تدريب الفريق.
وبالتزامن مع حالة التقشف في سوق الانتقالات ، أعلن برشلونة أمس الاثنين أن خسائره المالية في الموسم الماضي بلغت 97 مليون يورو.
وعكس نشاط النادي الهزيل في سوق الانتقالات مدى معاناته من هذه الخسائر المالية.
وفي محاولة للتخلص من راتب لاعب الوسط البرازيلي رافينيا ألكانتارا ، وافق برشلونة على انتقال اللاعب إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وكان من المفترض أن يكون الانتقال بلا مقابل مالي ، ولكن برشلونة حصل على ثلاثة ملايين يورو.
كما أعار برشلونة قلب الدفاع جان كلير توديبو إلى بنفيكا البرتغالي مقابل مليوني يورو.
ولكن برشلونة فشل في ضم اللاعب جارسيا من مانشستر سيتي لتدعيم هذا المركز.
وأوضحت "آس" أن برشلونة باع لاعبين بمقابل مالي إجمالي بلغ 5ر126 مليون يورو وضم لاعبين بمقابل إجمالي بلغ 124 مليون يورو.
ولكن المكسب الأكبر لبرشلونة تحقق من خلال تخلصه من رواتب عدد من اللاعبين الكبار وهم لويس سواريز وأرتورو فيدال وإيفان راكيتيتش ورافينيا.
وفي المقابل ، لم ينفق الريال أي أموال لضم لاعبين جدد وإنما باع في المقابل لاعبين بلغت قيمة مقابل بيعهم الإجمالية 89 مليون يوروحيث انتقل سيرخيو ريجيلون إلى توتنهام الإنجليزي وأشرف حكيمي إلى انتر ميلان الإيطالي علما بأن مقابل بيع حكيمي بمفرده بلغ 70 مليون يورو.
ولا يمكن الحكم على سوق الانتقالات من خلال قيمة المقابل المالي فقط. والدليل على هذا ، أن ريال سوسييداد كان من أكثر المستفيدين في سوق الانتقالات هذا الصيف حيث ضم اللاعب المخضرم الشهير ديفيد سيلفا في صفقة انتقال حر بعد انتهاء ارتباط اللاعب الكبير بفريق مانشستر سيتي الإنجليزي.