عانى من الاكتئاب المزمن وحرر العبيد ومات على يد ممثله المُفضل.. حكاية الرئيس المريض إبراهام لينكولن
ماذا تعرف عن الرئيس المريض إبراهام لينكولن؟.. إنه أحد أشهر وأكفأ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق.
ورغم تحقيقه العديد من الإنجازات المذهلة إلا أن الرئيس إبراهام لينكولن، كان معروفًا عنه ميله إلى «الاكتئاب الحاد المُزمن»، وكان معروفًا عنه إحساسه الدائم بالاكتئاب الحاد، حتى أن بعض المؤرخين ذكروا في سيرته الذاتية أنه فكر فى الانتحار عدة مرات.
واجمع العديد من المؤرخين أنه كان يبكي فجأة بدون سابق إنذار ثم يُطلق بعض النكات المرحة بعد بكاءه حتى يوازن الحزن الذي يشعر به، والمعروف عنه أنه كان كثير العمل والجهد حتى لا يُعطى لنفسه الفرصة للشعور بالاكتئاب، وكان شديد الإيمان بالنواحي الدينية والقدرية والانسانية، التي كانت تخفف عنه شعوره الدائم بالحزن والأسى والاكتئاب الغير مُبرر.
ولهذا فإن حياته كانت عبارة عن المرض، ولهذا لقب بالرئيس المريض.. ولد إبراهام لينكولن، في 12 فبراير عام 1809م، غرب ولاية كنتاكي الأمريكية، لأسرة فقيرة، لأبوين مزارعين، ولم يحصل على تعليم رسمي، إلا أنه تمكن من تكوين ثقافة عالية من جراء قراءاته الكثيفة لأمهات الكتب.
في عام 1837م، دخل نقابة المحامين بعد ان قام بتعليم نفسه مبادئ القانون الإنجليزي والأمريكي، وكان في أوائل حياته عضواً بحزب الويك، الذي كان الحزب الثاني بأمريكا قبل القضاء عليه يد الحزب الجمهوري، ثم استأنف حياته السياسية بالانضمام إليه، عام 1845م.
ومن هنا رشحه «الجمهوري» لخوض انتخابات مجلس الشيوخ، من اجل تمثيل ولاية إيلينوي، مهاجمًا العبودية واتّهم من قبل خصومه، إثر ذلك، بمحاباة الزنوج وخسر الانتخابات أمام مرشح الحزب الديمقراطي، وفى 1860م، وحينما اشتد الخلاف بين ولايات الشمال والجنوب، وبين مناهضي الرق ومؤيديه، خاض الانتخابات الرئاسية وفاز بمنصب الرئاسة، فكان أول رئيس للولايات المتحدة تابعًا للحزب الجمهوري.
وبالفعل أصبح «لينكولن» رئيسا للولايات المتحدة، في واحدة من أسوأ فترات التمييز العنصري، وقد قامت في عهده الحرب الأهلية الأمريكية، حيث دفع فوزه في الانتخابات الرئاسية إلى إعلان ولاية كارولينا الجنوبية الانفصال عن الاتحاد وبعدها، أعلنت إحدى عشرة ولاية انفصالها وتكوينهم دولة مستقلة سمّيت الولايات الكونفدرالية الأمريكية.
وعلى الفور أعلن الحرب على الولايات المنفصلة ودعا لتشكيل جيش من المتطوعين من كل ولاية، لبدء القتال في 12 أبريل 1861، حيث هاجمت القوات الكونفدرالية، قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في فورت سومتر، بولاية كارولينا الجنوبية، وأدى ذلك إلى إعلان انفصال أربع ولايات أخرى من رقيق الجنوب.
وجاءت قصته مع إعلان تحرير العبيد.. حيث أعد كلا الجانبين الجيوش وسيطر الاتحاد على الولايات الحدودية في وقت مبكر من الحرب، وفرض حصارًا بحريًا، في سبتمبر 1862، وأطلق “لنكولن” إعلان تحرير العبيد، مما حقق هدف الحرب من إنهاء الرق في الجنوب، وتمكن من الانتصار وإعادة الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزي بقوة السلاح.
ولهذا استسلم كبير الضباط الجنوبيين، الجنرال روبرت لي، في التاسع من أبريل عام 1865م بالتحديد، وانتهت بذلك فعليًا الحرب الأهلية الأمريكية، وبعد أيام من استسلام الجنوب، تحديدًا في الخامس عشر من إبريل 1865م، أعلن إبراهام لينكولن عن تحرير العبيد، وجاءت تدابير الحرب الأخرى المثيرة للجدل التي اتخذها لينكولن وشملت إدارته للتعدي على بعض الحقوق الدستورية، بما في ذلك تعليق المثول أمام المحكمة واغلاق الصحف التي عارضت الحرب.
وعن واقعة اغتيال لينكولن، جاءت في ليلة 14 أبريل 1865م، داخل مسرح فورد في واشنطن، حيث أطلق عليه النار من مسافة قريبة في الجزء الخلفي من الرأس، وتوفي في الساعات الأولى من صباح يوم 15 أبريل.