أندريا رايدر.. يوناني تربع على عرش الموسيقى التصويرية في السينما المصرية.. واعتنق الإسلام بسبب عشقه لآل البيت.. ومات في مشاجرة

أندريا رايدر
أندريا رايدر

لا يمكن لعاشق لأفلام "الأبيض والأسود" أن يتجاهل الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام التي مثلت علامات في تاريخ السينما المصرية، والتي وضعها الموسيقار اليوناني أندريا رايدر، والذي أصبح بدوره صاحب أشهر اسم مكتوب في تترات أفلام السينما المصرية في القرن العشرين.

ففي الفترة من سنة 1954 حتى سنة 1971، وعبر 55 عمل فني، وصار لـ"رايدر" دوره في السينما المصرية ليس فقط بارزاً وإنما ركن أصيل في الأفلام، فهو صاحب الموسيقات التصويرية لأبرز وأهم أفلام السينما المصرية مثل "دعاء الكروان"، و"النظارة السوداء"، و"غروب وشروق" وغيرها.

غروب وشروق

أشاد النقاد بالمشهد الأخير من فيلم كمال الشيخ «غروب وشروق»، 1970، حين تقف «مديحة»، أو سعاد حسني، في النافذة وتزيح الستارة قليلاً لكي تتابع، بعينين مبتلتين بالدموع، زوجها وصديقه رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار، وهما يغادران حديقة قصر رئيس القلم السياسي بعد نهاية والدها وتدمير حياتها هي بالكامل، وكانت عيناها تلخصان المأساة كلها من دون كلمة واحدة، وبعد خروجهما، تسحب يدها لتنسدل الستارة بسرعة على حياتها وعلى الفيلم كله، وفقا لـ«الأهرام».

وهذه الذروة، التي لا تنهي الفيلم فقط بل تنهي عصراً كاملاً وتعلن بداية عصر جديد، لم يكن من الممكن بلوغها بدون موسيقى «رايدر»، صاحبة الفضل في إحداث التأثير المطلوب وبقائه حيا إلى اليوم.

كانت موسيقاه العنصر الرئيسي في صناعة حالة «اليوفوريا»، أو ذروة النشوة والرضا، التي تصل إليها المراهقة البائسة، ماجدة، فور ظهور طائرة حبيبها المنقذ، رشدي أباظة، في السماء قرب نهاية فيلم «المراهقات»، 1960، وصاغ «رايدر» ببراعة شديدة التصاعد التدريجي للموسيقى من حالة الحزن واليأس، بعد محاولة البطلة قطع شرايين يدها، إلى قمة السعادة مع قدوم المحبوب، في «كريشندو» سينمائي آخر لا يُنسى.

اعتناق الإسلام

اعتنق أندريه رايدر الإسلام وذلك حين عرفه بعد قدومه إلى مصر عن طريق الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل شيخ الطريقة الخليلية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية في خمسينيات القرن الماضي، والذي كانت له بعض المحاضرات في الجامع الأزهر.

كان أندريا رايدر، والمولود عام 1908 باليونان، صديقا صدوقا للممثل فريد شوقي، وكان فريد شوقي يعتاد الذهاب إلى السيدة زينب بحكم أن نشأته كانت هناك، وكان الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل يلازم قبل سفره للحج ضريح السيدة زينب وكان ينشد لها أشعاراً ، فلمست أشعاره أوتار قلب أندريا رايدر حيث كان يعرف اللغة العربية جيداً، وبعدها بسنوات اعتنق الإسلام وأخذ الجنسية المصرية.

الشيخ إبراهيم

وحزن "رايدر" حزناً شديداً على الشيخ الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل والذي توفي بعد مقابلته بـ"أندريا رايدر" بعام واحد حيث مات الشيخ إبراهيم محمد أبو خليل سنة 1956.

والشيخ إبراهيم وُلد بمدينة الزقازيق عام 1872، وفيها توفى، وفيها طاف بالديار المصرية داعياً إلى الله، ولم يبارحها إلا لأداء فريضة الحج.

وورث عن أبيه تجارة الغلال مثل القمح والذرة والأرز وكان له دكان بالزقازيق.

أما أندريا رايدر فقد توفي في 5 مارس عام 1971 خلال إحدى جولاته الفنية على إثر مشاجرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس إيرس.

تم نسخ الرابط