بذكر أسمائه الحسنى .. هكذا يكون الثناء على الله تعالى

دعاء
دعاء

أوضح العلماء أن الثناء على الله تعالى يكون بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأفعاله العظمى، وذكر آلائه ونعمه على عباده.

وأضاف العلماء أنه مما جاء في الثناء قبل الدعاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق. متفق عليه.

وتابعوا: ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر. رواه مسلم وهو من الأذكار التي تقال عند النوم.

ولو قال الداعي: اللهم لك الحمد أنك الله الرحمن الرحيم، أو لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، أو لك الحمد بالإيمان والإسلام والقرآن.. ونحو ذلك، فقد أثنى على الله تعالى.

وفي هذا السياق قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن تمجيد الله والثناء عليه يكون بحمده إما باللسان أو الجنان أو الأركان.

وأوضح «جمعة» فى بيانه كيفية تمجيد الله عبر صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، أن حمد اللسان يكون بالتصريح كقول أحدهم: «الحمد لله»؛ فيعد من حمد اللسان.

وتابع أن من حمد اللسان أيضا أن تنزهه، وتطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء، وباستعمال السواك أو المعجون؛ استعدادًا لمناجاة الله.

وأضاف أن النوع الثانى من أنواع حمد الله – عز وجل – وتمجيده والثناء عليه يكون بالجنان وهو: القلب؛ فالقلب يشكر ربه.

وواصل أنه من وسائل شكر القلب تعليقه بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة ورغبةً من العبد فى التقرب الدائم من ربه والبقاء على تواصل معه؛ ويقصد بالمساجد هنا: مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.

واستشهد فى بيانه كيفية تمجيد الله والثناء عليه بحديث « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبادة الله تعالى، ورَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّقٌ بالمساجد، ورَجُلانِ تَحَابَّا في الله: اجْتَمَعَا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورجلٌ دَعَتْه امرأةٌ ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فقال: إِني أَخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصَدَقَةٍ، فأَخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُه ما تُنْفِقُ يَمِينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»، متَّفق عليه.

ونصح من ضاق به الحال، وضاقت به نفسه أن يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها – إن شاء الله - ؛ فكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، كما كان يقول عنها: «أرحنا بها يا بلال».

واستنكر أن بعض الناس يصلي على نمط: "«أرحنا منها»، نؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكن يريد أن ينتهي من الفرض"؛ مبينًا أن العبادة لابد أن تأتي بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا.

واستكمل فى بيانه أنواع الحمد، أن الحمد بالأكان يكون بشكر الناس؛ مستدلًا بحديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- «من لم يشكر الناس لا يشكر الله».

وبين أنه "يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه لك من معروف؛ لأن الله - سبحانه وتعالى- إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له "جزاك الله خيرًا" ، وَمَنْ قال لأخيه:" جزاك الله خيرًا"، فقد أبلغ له في الثناء.

وأشار إلى أنه إذا أنكرت على أخيك المعروف؛ فكأنك أنكرت على الله -سبحانه وتعالى- إجراء ذلك المعروف على يديه، فلا تشكر الله هكذا.

واختتم أن الحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين؛ إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق اللهُ المعروف إليه، فهو نعمةٌ مسداة إليه من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير؛ فلا يَكْمُل حمد الله، ولا يبلغ مبلغ الكمال؛ إِلَّا إذا شكر الناس.

تم نسخ الرابط