حرمه من البكويه بسبب الغيرة وهدده بالقتل فهرب إلى الصعيد..وقاطع فاروق بسبب لعب ”القمار”..حكاية محمد عبدالوهاب مع الملك
عاصر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ثمانية حكام لمصر منذ ميلاده فى عهد الخديوي عباس حلمى الثانى، مروراً بالسلطان حسين كامل، والملك أحمد فؤاد ثم الملك فاروق الأول، والرئيس محمد نجيب والرئيس جمال عبد الناصر مروراً بالرئيس السادات وصولاً إلى الرئيس الراحل محمد حسني مبارك الذي رحل موسيقار الأجيال في عصره، ولم يغن محمد عبد الوهاب لهؤلاء الحكام باستثناء اثنين فقط هما الملك فاروق الأول والرئيس جمال عبد الناصر، فيما لحن أغنيات لمطربين آخرين تغنوا باسم السادات، كذلك فقد غنى محمد عبد الوهاب للملوك العرب بدءا من الملك فيصل الأول ملك العراق، مرورا بالملك عبد العزيز آل سعود والملك سعود، وهم ملوك المملكة العربية السعودية، وملك ليبيا إدريس السنوسي، وملك المغرب الحسن الثاني، كما خص مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق بثلاث أغنيات، وهذا فيما يتعلق بغناء محمد عبد الوهاب للملوك والحكام.
وبعيداً عن غنائه للملوك والحكام، فقد أتاح العمر الطويل الذى وهبه الله للموسيقار محمد عبد الوهاب معاصرة أحداث تاريخية كبيرة وهامة فى تاريخ مصر، وقد تفاعل معها فنياً وقدم لنا في ظلها عدداً كبيراً من الأغنيات الوطنية لمصر وللقومية العربية، تجاوزت المائة وعشر أغنيات تشمل الأغنيات التى لحنها وغناها بصوته، أو حتى تلك التى لحنها وغناها مطربون أو مطربات آخرون، وعليه نستطيع أن نقول أن محمد عبد الوهاب قد كتب تاريخ مصر المعاصر في القرن العشرين من خلال أعماله الوطنية متفاعلاً مع ما مر بها من أحداث وطنية وقومية مثل توقيع معاهدة 1936، وتأسيس بنك مصر وثورة طلبة جامعات مصرعام 1935، والحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب الفدائيين في قناة السويس وقيام ثورة يوليو، ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ودستور 1956، وحرب بورسعيد ووحدة مصر وسوريا، وثورة اليمن والجزائر والعراق واستقلال الكويت وبناء السد العالى ونكسة 1967، وحرب الاستنزاف، إلا أن الغريب الذي يتسائل عنه كثيرون هو أن محمد عبد الوهاب لم يغني أو يلحن ولو أغنية واحدة بمناسبة حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، ربما يرجع البعض ذلك إلى علاقة محمد عبد الوهاب الغير جيدة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات.
في السادس من شهر مايو من العام 1936 تولى الملك فاروق الأول حكم مصر بعد وفاة والده الملك فؤاد، ولم يكن محمد عبد الوهاب قد غنى للملك فؤاد شيئاً فقرر أن يفعل مثلما فعلت أم كلثوم وقتها، إذ اختارت من شعر أحمد شوقي، وغنت للملك فاروق “الملك بين يديك في إقباله”، وغنى للملك فاروق قصيدة من تأليف بشارة الخوري وهي قصيدة النيل، وفيها: “أنزلت آية الهدى في جبينك فإذا الشرق كله طور سينك”.