أسرار تُنشر لأول مرة.. لهذا السبب ضرب يوسف وهبي محمد عبدالوهاب بـ«القلم» و«الشلوت» وأسال دموعه

يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب
يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب

مواقف طريفة عديدة تحدث بين الفنانين، ولا يعلم كثيرون عنها شيئًا، منها ما حدث بين عميد المسرح العربي يوسف وهبي، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، حيث ضرب الأول الثاني بـ«القلم» و«الشلوت»، بل وأبكاه.. فما هي القصة؟.

التفاصيل ذكرتها مجلة «الكواكب»، وقالت إن محمد عبدالوهاب قال لوهبي في أول لقاء يجمعهما: «عايز أفكرك يا يوسف بيه إني كنت أد إيه منبهر بيك، وفي ليلة لا يمكن أنساها أنا انتظرتك في شارع عماد الدين وهجمت على العربية بتاعتك وشديت أيدك علشان أبوسها وفوجئت بجنابك تضربني بالقلم وبشلوت محترم وأنت بتقول لي: «أمشي يا ولد، ومشيت وأنا بأبكي وبسأل نفسي هل ها أوصل في يوم لشهرة يوسف بيه؟».

مطرب الملوك

وموسيقار الأجيال الذي يُعد أحد أعلام الموسيقى العربية ويُطلق عليه لقب «موسيقار الأجيال» و«مطرب الملوك والأمراء», ولد في مارس عام 1902 في حي باب الشعرية بالقاهرة، لأب يرجع أصوله إلى محافظة الشرقية ويعمل كمؤذن وقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية.

التحق محمد عبد الوهاب بالكُتاب بناءً على رغبة والده، وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالغناء والطرب حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر أمثال الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي.

تزوج الموسيقار الراحل ثلاثة مرات, الأولى كانت في بداية مشواره الفني ثم تزوج للمرة الثانية عام 1944م من السيدة «إقبال» التي أنجبت له خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، وقد استمر زواجهم سبعة عشر عاماً إلا أنه انتهي بالانفصال عام 1957، وتزوج للمرة الثالثة والأخيرة من السيدة نهلة القدسي.

بداية المشوار

بدأ عبد الوهاب مشواره الفني بالغناء بين فصول المسرحيات التي تقدمها فرقه فوزي الجزايرلى بالحسين، كما كان يغنى أغاني الشيخ سلامة حجازي متخفياً تحت اسم «محمد البغدادي» حتى لا تعثر عليه أسرته، وعلي الرغم من معرفه عائلته بحقيقة غنائه إلا أنه تمسك بالغناء حتى تمكن من الحصول علي الموافقة للغناء مع فرقة عبد الرحمن رشدي على مسرح برنتانيا.

أصقل محمد عبد الوهاب موهبته الفنية بدراسة العود في معهد الموسيقى العربية على يد محمد القصبجي، كما التحق بمعهد جوبرين للموسيقى الشرقية والغربية، ثم عمل مدرساً للموسيقى في وزارة المعارف التي تركها لينضم إلى فرقة سيد درويش عام 1928.

كانت البداية الحقيقية لمحمد عبد الوهاب عندما قدمه أحمد شوقي في كافة الحفلات التي كان يذهب إليها، ثم بدأ العمل بالإذاعة عام 1930 ودخل عالم التلحين والغناء والتأليف الموسيقى حتى اتجه بعد ذلك إلى السينما عام 1933.

أعمال خالدة

قدم “عبد الوهاب” العديد من الألحان لكبار المطربين والمطربات، ومن أبرز الألحان التي قدمها لأم كلثوم «أنت عمري» و«أنت الحب» و«أمل حياتي» و«فكروني» و«أغداً ألقاك»، كما قدم عدد من الألحان لعبد الحليم حافظ منها «توبة» و«أهواك» و«فوق الشوك» و«يا خلي القلب» و«فاتت جنبنا» و«نبتدي منين الحكاية»، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية منها «الله يا بلادنا الله» و«غني يا قلبي» و«ذكريات» و«يا حبايب بالسلامة» و«الوطن الأكبر».

كما شارك بالتمثيل في عدة أفلام ومسلسلات امتدت خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات منها «الوردة البيضاء» و«دموع الحب» و«يحيا الحب» و«يوم سعيد» و«ممنوع الحب» و«رصاصة في القلب» و«لست ملاكا» و«غزل البنات» و«شيء من العذاب» و«قاهر الظلام».

في عام 1953انتخب الموسيقار محمد عبد الوهاب رئيساً لنقابة الموسيقيين، ثم رئيساً لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين لمدة 12 دورة بدءً من عام 1955.

جوائز وأوسمة

نال موسيقار الأجيال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل علي الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971، وعلي الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975، كما حصل علي الميدالية الذهبية من مهرجان موسكو، ووسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وبالإضافة إلى وسام الاستقلال عام 1970، والميدالية الذهبية للرواد الأوائل في السينما المصرية، والأسطوانة البلاتينية في 2 فبراير 1978، وفي عام 1983 أطلق عليه لقب «فنان عالمي» من جمعية المؤلفين والملحنين في باريس.

توفى «عبد الوهاب» مايو لعام 1991 وشُيع جثمانه في جنازة عسكرية، كما تم تكريمه بعد وفاته بإنشاء متحف يحتوي على معظم مقتنياته الخاصة، بالإضافة إلي إقامة تمثال له في ميدان باب الشعرية لتخليد ذكراه.

تم نسخ الرابط