تنبأ بوفاته وأعتمر خمس مرات وعضو لجنة أكاديمية الفنون وصفه بـ الباليتشو وصنع نجومية محمد سعد وأحمد حلمي ووالدته رحلت حزنًا عليه.. محطات ناظر الكوميديا علاء ولي الدين
يعتبر من أهم نجوم الكوميديا علي مر العصور فعلي الرغم من أن مسيرته الفنية كانت قصيرة إلا أنه ترك بصمة خاصة مع المشاهد وكلما مرت السنوات على وفاته زاد الحب وتضاعف الوفاء له فى قلوب زملائه وجمهوره، خفة ظله وأدائه المميز جعلته يخطف قلوب جمهوره فور ظهوره علي الشاشة أنه الفنان علاء ولي الدين.
ولد الفنان علاء ولي الدين بمحافظة المنيا، فى ٢٨ سبتمبر ١٩٦٣، وهو الإبن الأكبر للفنان سمير ولى الدين الذي ورث عنه عشق الفن والتمثيل، حيث ظهر والده فى دور الشاويش حسين، فى مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، و"الفراش جابر فى مدرسة المشاغبين" وله شقيقان أصغر هما خالد ومعتز، وتحمل علاء مسئولية شقيقاه ووالدته بعد وفاة والده فجأة وهو في عمر ١٤ عامًا بينما كان شقيقاه في عمر ١١، ٩ سنوات.
وهو في سن السادسة عشر من عمره بدأ يعمل ليساعد والدته، في تحمل مسئولية العائلة فعمل فى المطاعم وكموظف أمن فى بعض الفنادق وتنقل بين العديد من الأعمال البسيطة، وأصيب ولى الدين بمرض السكر وهو في المرحلة الثانوية وعانى مع هذا المرض لسنوات طويلة.
ألتحق بكلية التجارة تلبية لرغبة والده وعندما أنتهى من دراسته بها قرر الإلتحاق بمعهد الفنون المسرحية لكنه واجه عقبات كثيرة ورفضته لجنة الاختبار أكثر من مرة وعندما سأل أعضاء اللجنة عن سبب رسوبه قال له أحدهم :" انت ماتنفعش تمثل والأفضل تشتغل بلياتشو فى سيرك"، لكن علاء تمسك بحلمه وألتحق بأكاديمية نور الدمرداش وبدأ مشواره الفني وتألق وبدأت شهرته بعدما شارك في فيلم "الإرهاب والكباب" مع الزعيم عادل إمام.
بدأ علاء ولي الدين مشواره الفني عام ١٩٨٤ بأدوار ثانوية من خلال الكثير من الأفلام منها: "غبي على الزيرو، أيام الغضب، آيس كريم في جليم، الذل، رسالة إلى الوالي، خلطبيطة، حلق حوش، ضحك ولعب وجد وحب، زيارة السيد الرئيس، الإرهاب والكباب، المنسي، بخيت وعديلة".
وبعد النجاح الجماهيري الذي حققه من خلال هذه الأعمال خاض علاء ولي الدين البطولة المطلقة في الكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية منها: "عبود على الحدود، الناظر، ابن عز، عربي تعريفة، حكيم عيون، الالبندا، لما بابا ينام".
كما شارك ناظر الكوميديا في العديد من المسلسلات الدرامية التي تجسد خلالها شخصيات مميزة منها: "زهرة والمجهول، علي الزبيق، الزيني بركات، وأنت عامل إيه، طاش ما طاش، لا للزوجات، العائلة، يوميات ونيس"، وساهم علاء فى ظهور عدد من نجوم الساحة الفنية الحاليين، مثل أحمد حلمى وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، في شخصية "اللمبى"، الذي قدمها لأول مرة فى فيلم "الناظر".
وبعد تألقه ونجاحة واجه علاء ولى الدين حروبًا كثيرة حيث وصفته بعض الأقلام بناظر مدرسة السفالة والبذاءة، على حد قول شقيقه معتز رغم نجاحه الكبير في فيلم "الناظر صلاح الدين"، حيث قال أن بعض الصحفيين علقوا المشانق لعلاء لأن فيلم "ابن عز" لم يحقق نفس نجاح فيلم "الناظر" لأسباب إنتاجية خارجة عن إرادته، وطالبوه بأن يتوقف عن التمثيل، مشيرًا إلى أن شقيقه الراحل كان يرى هذه العناوين ويقول حسبى الله ونعم الوكيل وتأثر بهذا الهجوم نفسيًا وصحيًا.
وخلال إحدى اللقاءات التليفزيونية تنبأ الفنان الكوميدي بوفاته قائلًا: "أنا هموت قريب، واشتريت مدفن جديد، وجبت المسك اللي تغسلوني بيه"، ووفقًا لما ذكره أقارب الفنان، اشترى ولى الدين، قبل رحيله بثلاث أشهر مقبرة في مدينة نصر، لتجمعه هو وأسرته بعد رحيله، وقال شقيقه إن النجم الراحل اعتمر خمس مرات، وفي عمرته الأخيرة اشترى من الأراضي الحجازية "مسك" معين خاص بتغسيل الموتى، وأعطاه إلى شقيقه الأصغر خالد، وأوصى علاء ولي الدين شقيقه بضرورة استخدام هذه الأدوات في تغسيله وتجهيزه للدفن حال وفاته.
وقبل وفاته بعدة أشهر، قال الفنان الراحل لشقيقه معتز إنه يرغب في الاعتزال، قائلًا: "أنا نفسي أسيب الفن وأروح اشتغل في المدينة المنورة، وأقعد عند الرسول، يا عم الفن ده طلع وجع دماغ، الواحد يعمل له كام فيلم وبعدين أروح أقعد عند النبي".
توفى علاء ولى الدين في ١١ فبراير عام ٢٠٠٣ قبل استكمال فيلمه الأخير" عربى تعريفة" بشكل مفاجئ بعد عودته من التصوير في البرازيل وفى أول أيام عيد الأضحى بعد أن ذبح الأضحية، وأحدثت وفاته هزة في الوسط الفني وحزنًا جماهيريًا عامًا.
وبعد وفاة علاء ولى الدين توفى شقيقه خالد وزوجته في حادث سيارة نجا منها ابنهما الرضيع، ومن بعده توفت والدته حزنًا على ابنيها لتكتمل مأساة الأسرة التي أمتع ابنها الملايين وأسعدهم بينما عاش وعاشت أسرته رحلة أحزان طويلة ومؤلمة.