إسرائيل اعفت أبنائهم من الخدمة العسكرية .. مالا تعرفه عن ” الحريديم” أكثر الطوائف اليهودية تطرفاً
"الحريديم " ربما سمع الكثيرون هذه الكلمة لكنهم في واقع الأمر لا يدركون المعني الحقيقي لها ومن هم المقصودون بها .
"الموجز" يشرح في السطور القادمة كل ما يتعلق بهذه الكلمة والفئة التى تعنيها ٠
الحريديم هم جماعة من اليهود المتدينون ويعتبرون كالأصوليون حيث يطبقون الطقوس الدينية ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية.
وهم يتميزون بتبنيهم للتفاسير الأكثر غلواً فى التراث الدينى وللتشدد بأداء الطقوس الدينية بما يدفعهم إلى الانعزال عن اليهود غير المتقيدين بحذافير التعاليم الدينية وإعتزالهم لذلك يفترض الحريديم أن على غيرهم من اليهود الاحتذاء بهم لأنهم يلتزمون بتعاليم الكتاب المقدس وهم بشكل عام ينتظرون مجىء المسيح اليهودى المنتظر ليخلصهم من متاعب الحياة ويقيم لهم مملكة الرب على الأرض التى ستتحد مع مملكة السماء.
وقد أطلقت عليهم الصحافة الإسرائيلية أسم أمهات الطالبان أما أصل الاسم حريديم جمع لكلمة حريدى وتعنى التقى وقد تكون الحريديم مأخوذة من الفعل حرد بمعنى غضب وبخل وإعتزل الناس أوإعتكف.
أما عن ملابسهم فهم يرتدون عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهى معطف أسود طويل وقبعة سوداء بالإضافة إلى الطاليت وهو شال خاص بصلاة اليهود أبيض اللون وفى زواياه الأربع التزيتزيت وهى مجموعة خيوط طويلة من الصوف مجدولة ومعقودة بطريقة خاصة.
ويرسل رجال الحيرديم ذقونهم حتى تصل إلى صدورهم وكذلك يرسلون شعورهم وتتدلى من خلف آذانهم خصلات شعر مجدولة أما النساء فيتشابهن فى حد كبير إلى زى المرأة المسلمة إذ ترتدى الكثير من نساء الحريديم لباسا يكاد يطابق البرقع أو النقاب فقد كتب جون روبرت بموقع your jewish news المختص بأخبار اليهود بالعالم ومقره بولاية كاليفورنيا الأمريكية عن نساء هذه الطائفة أنهن كن دائما فخورات بلباسهن المحتشم الذى يسمى فرومكا frumka يطلق عليه البعض أسم برقع طائفة الحيرديم Haredi burka sect وتعليقا على الموضوع قال الحاخام بنيزري لموقع your jewish news أن الطائفة إعتمدت هذا اللباس بسبب مخاوف بشأن حالة تدهور الحياء بالمجتمع اليهودى.
ويتميز مجتمع الحريديم بنسبة سكانية عاليه بدولة الكيان الصهيونى ويرجع ذلك إلى أنهم لا يحددون النسل حيث ينجب الزوجين منهم من 6 إلى 9 من الاطفال ومعظم ذكور المجتمع الحريدى يبقون فى المدارس الدينية حتى سن 40 وبالتالى فهم لا يشاركون فى القوى العاملة بالمجتمع الإسرائيلى وهو الأمر الذي يفسر عيشهم في ظل ظروف سيئة وحالة فقر مع الاعتماد الكبير على دعم الدولة.
ويعتبر الحريديم أنفسهم أقلية عددية بين اليهود لذلك فهم يرغبون بالانسحاب من الحياة العامة من أجل الحفاظ على نقاء هذه الأقلية وتسعى إلى بقاء مجموعتها أما على المستوى السياسى فهم لا يريدون الحصول على الحقوق كأقلية دينية إنما يسعون لتغيير تعريف الدين ودوره فى الحياة لتطبيقه وإعتماده من قبل الاحتلال الصهيونى وبناء على الأفكار الحريدية يطلب من اليهودى الانسحاب من كل النشاطات العالمية والتفرغ للدراسات الروحية وبالتالى فإن المشاركة فى الجيش أو النشاطات الاقتصادية أو الأدب الحديث أو الرياضة أو الموسيقى أو الأفلام والتلفاز تعتبر خطيئة وقد وافق الكيان الصهيونى على إعفاء أبناء الطائفة من الخدمة العسكرية مع أن هذه السياسة تثير الجدل بالمجتمع الإسرائيلى.
غير أنه تم إنشاء كتيبة بالجيش تحت بيرق نهال حريدى خصصت هذه الكتيبة للمتدينين الراغبين باداء الخدمة العسكرية كحل وسط من الحكومة حيث تراعى هذه الكتيبة متطلبات الحياة الدينية للمتدينيين.
ويمثل جمهور الحريديم عدة أحزاب بناء على الأصول الإثنية للحريديم ولهم مراكز يهودية حريدية موجودة بمدينة القدس فى مدينة أخرى مجاورة لمدينة تل الربيع المحتلة من جانبها الشرقى وهناك بعض حارات مدينة نيو يورك الامريكية ومن طقوس الزواج عندهم اليهود إقتياد العروس بحبل وهى منقبة وترتدى الحجاب وتكون الأعراس غير مختلطة والعريس يرى العروس أحياناً فقط ليلة العرس.
وتبيح الديانة اليهودية تعدد الزوجات دون حد معين ولا يحق لأى منهن رفض ذلك ومن حق أى زوجة شراء ليلة من ضرتها مقابل المال.