حلمت بشراء منزل كبير لكن حلمها تحول لكابوس.. اعرف حكاية حادث السير الذي أنقذ أمينة رزق من الإفلاس
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والأخري الإنسانية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وتعتبر الفنانة أمينة رزق من أبرز الفنانيين الذين حدثت لديهم العديد من المواقف الغريبة التي ظلت تحكى عنها لسنوات طويلة، حيث كشفت أمينة في إحدي حوارتها النادرة عن أحد المواقف الصعبة بسبب رغبتها في شراء فيلا جديدة.
حيث قالت أم الفنانيين أن عندما كانت فى بداية حياتها ومشوارها الفنى وبعد أن حققت بعض النجاح تمنت أن يكون لها منزل ملك، ليريحها من متاعب السكن بالإيجار، وفى سبيل تحقيق حلمها ظلت تقتصد من أجرها حتى جمعت مبلغًا لشراء فيلا صغيرة وكلفت بعض أصدقائها للبحث عن فيلا فى حدود هذا المبلغ.
وفى أحد الأيام اتصل بها أحد أصدقائها ليبشرها بانه وجد ضلتها المنشودة وبسعر يتناسب مع ما تملكه من مال وطلب منها أن تتوجه بسرعة للعنوان لإتمام الصفقة قبل أن يفوز غيرها بالفيلا، وبالفعل توجهت أمينة رزق بسرعة لعنوان الفيلا وكانت تقود سيارتها بسرعة، ولكن فى الطريق احتكت سيارتها بسيارة أخرى، ونزل صاحب السيارة غاضبًا ليتشاجر معها، ولكنه ما كاد يرى الفنانة الكبيرة حتى هدأ وصافحها حيث كانت أمينة صديقة زوجته، وبالصدفة كان هذا الرجل يعمل مهندسًا فى الحى، وعندما سألها عن وجهتها وعرف أنها ذاهبة لشراء فيلا فى المكان المذكور حذرها بشدة، مؤكدًا أن هذه المنطقة سيتم هدمها بالكامل وأن مصلحة التنظيم ستضع يدها عليها، وقالت أمينة رزق عن هذه الواقعة: "هكذا أنقذ تصادم سيارتى بسيارة أخرى أموالى الحلال".
ولدت الفنانة أمينة رزق في ١٥ إبريل عام ١٩١٠، في مدينة طنطا والتحقت بمدرسة ضياء الشرق، من ثم انتقلت بصحبة والدتها وخالتها الفنانة أمينة محمد، للإستقرار في القاهرة بعد وفاة والدها وهي في الثامنة من عمرها، وذلك بسبب محاولة عصابة إجرامية علمت بترك الأب ثروة كبيرة وترددت الشائعات وقتها إنها سبائك من الذهب، حيث قررت العصابة التسلل ليلًا لمنزل أمينة وقتلها هى ووالدتها للحصول على المال لكن القدر شاء أن تعلم والدة أمينة بالسر من أحد عناصر العصابة لأن زوجها كان يعطف عليه.
بسبب حبها للفن بدأت مسيرتها الفنية وهي في الثانية عشر من عمرها، حيث وقفت علي المسرح لأول مرة مع خالتها عام ١٩٢٢ كمنشدتين في فرقة علي الكسار على مسرح روض الفرج، وانتقلت بعدها للعمل في فرقة رمسيس المسرحية والتي أسسها يوسف وهبي.
وأنطلقت مسيرتها الفنية الحقيقية وهي في الرابعة عشر من عمرها، وذلك بعد أن شاركت في مسرحية "راسبوتين" أمام الفنان يوسف وهبي وحققت وقتها من خلالها نجاح جماهيري كبير، وقد بدأت أمينة أول أفلامها مع بداية السينما المصرية فشاركت في فيلم "قبلة في الصحراء" عام ١٩٢٨.
كونت "أم الفنانيين" مع النجم يوسف وهبي ثنائي مميز حيث شاركت بالتمثيل في أغلب مسرحياته حتى أصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في العروض التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف وهبي وهذا الأمر الذي كان سببًا وراء شهرتها.
اشتهرت الفنانة الراحلة طوال مسيرتها الفنية بدور الأم فعلي الرغم من صغر سنها إلا أنها برعت فى تجسيده، ولم تحصل على البطولة المطلقة في السينما طوال مسيرتها، لكنها كانت قاسم مشترك، وقدمت للسينما حوالي مئة عمل أبرزهم: "سعاد الغجرية، وأولاد الذوات، والدفاع، وساعة التنفيذ، والدكتور، وقيس وليلى، ورجل بين امرأتين، وقلب امرأة، وعاصفة على الريح، وأولاد الفقراء، والطريق المستقيم، وكليوباترا، والبؤساء، ومن الجاني، وبرلنتي، وليلى في الظلام" وغيرهم.
استطاعت أمينة رزق أن تقدم علي خشبة المسرح الكثير من العروض التي تركت علامة فارقة في تاريخ الفن المصرى منهم: "الشبح، العدو الحبيب، ناكر ونكير، ابن الفلاح، ألف ضحكة وضحكة، يد الله، المليونير، والصهيوني، يا طالع الشجرة، وانها حقاً عائلة محترمة".
كما حلقت الفنانة القديرة في سماء النجومية من خلال مسلسلاتها الدرامية المتنوعة منهم: "السيرة الهلالية، الإمام البخاري، هاربات من الماضي، وأحلام مؤجلة، وخالتي صفية والدير، سيرة ومسيرة، للعدالة وجوه كثيرة، أهل الدنيا، أحلام مؤجلة، أوبرا عايدة، قط وفار فايف ستار، محاكمة الليالي، أدهم وزينات والثلاث بنات" وغيرهم.
وعن حياتها الشخصية كشفت أمينة رزق في إحدي حوارتها عن سبب رفضها الزواج قائلة: "لقد اعتدت على تقديم إحدى المسرحيات مع عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي، وكانت أحداثها منصبة على فتاة انتحرت بعد أن غرر بها أحد الشبان أو أنها تمرض بسبب حبها فكل هذه الروايات حرصنا أن نستعرض من خلالها سطوة الرجل وقوة نفوذه على المرأة، لذلك خشيت على نفسي من الإنتحار إذا ما وافقت على الزواج، وجاء الزوج ذات يوم ويقرر حرماني من فني وعشقي وحبي".
لكن ترددت الكثير من الأقاويل حول رفضها لفكرة الزواج طوال حياتها وكانت أبرز هذه الشائعات هي حبها للفنان يوسف وهبي من طرف واحد، لكنها تجاهلت هذه الأقاويل وحرصت أن تستكمل مسيرتها الفنية في هدوء.
حصلت الفنانة أمينة رزق علي الكثير من الجوائز التقديرية خلال مسيرتها، وعينت عضوًا بمجلس الشورى في مايو ١٩٩١، كما حصلت على وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما منحت أوسمة من المغرب وتونس، والعديد من الدول العربية.
وفي سنواتها الأخيرة رفضت أمينة رزق فكرة الإعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها، ورحلت عن عالمنا "عذراء السينما المصرية" في ٢٤ أغسطس عام ٢٠٠٣ أثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر لشهرين مع المرض.