اخترع الكمامة وأول من طور مساحيق الغسيل .. معلومات لا تعرفها عن عالم الكيمياء العبقري «عز الدين الجلدكي»
من هو عز الدين الجلدكي ؟.. عرفه التاريخ بأنه أول من أدخل على الصابون تحسينات بغرض جعله ملائمًا لتنظيف الملابس، ووجدت طريقته المبتكرة في استخدام المسحوق الجديد رواجًا لدى عموم الناس حتى وقتنا الحالي مما جعل هذا الاختراع من أكثر الاختراعات التي قام بها الجلدكي طرافة وفائدة.
وليس هذا فحسب بل عرفه التاريخ أيضًا بأنه قام بأعظم ابتكار وهو « اختراع الكمامة» حيث كان من أشد العلماء توعية للأخطار التي يسببها تنفس المواد الكيميائية على البشر ومن هنا جاءت فكرة «الكمامة».
ومن وقتها وأصبحت مساحيق الغسيل واحدة من أهم ضروريات الحياة، حيث أنه لا يوجد منزل بالعالم إلا وبداخله إحدى أنواع مساحيق الغسيل التي تُستخدم في التنظيف.
عالم الكيمياء العبقري عز الدين الجلدكي الذي كان له دور كبير في تطوير علم الكيمياء، هو مؤلف كيميائي وعالم رياضيات، اسمه الحقيقي «علي بن محمد أيدمر عز الدين الجلدكي»، عاش في القرن الثامن هجريًا، وتُشير بعض المصادر على أن أصل تسمية الجلدكي منسوب إلى «جلدك» إحدى قرى خراسان القديمة.
كما توصل العالم العبقري إلى اكتشاف بخصوص حمض النيتريك، حيث أثبت أن هذا الحمض قادرًا على أن يفصل الذهب عن الفضة إذا ما كُنا في حاجة إلى استخلاص الذهب الخام المخلوط مع الفضة، كما أن الجلدكي هو أول من توصل إلى أن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بكميات معينة، وهذه النظرية التي أرسى قواعدها كانت فيما بعد الطريق الأساسي الذي سار عليه مكتشفو وضابطو قانون النسب الثابتة.
واهتم أيضًا بدراسة فروع أخرى من علم الكيمياء حيث قام بدراسات كاملة في خواص الزئبق، وكان يرى أن أصل جميع الأحجار الطبيعية يرجع إلى الزئبق، ودرس الجلدكي أيضا الحمضيات والقلويات دراسة شاملة متوسعة، وهو أول من اكتشف أن المواد عندما تحترق تعطي ألوانا مختلفة.
وليس هذا فحسب بل ترك الجلدكي خلفه العديد من المؤلفات الهامة في مجال الكيمياء والرياضيات، وكتب عن أهميتهم العلمية، واهتم الجلدكي اهتمامًا بالغًا بقراءة ما كُتب عن علم الكيمياء، واتخذ من قراءاته وتحليله طريقة لبناء مسلك علمي سُمي بآداب علم الكيمياء العربية والإسلامية.
وله العديد من المؤلفات التي تُعد أبحاثًا في حد ذاتها، بعضها اندثر والبعض الآخر ظل محفوظًا وأهم تلك المؤلفات: «نهاية الطلب»، و«البُرهان في أسرار علم الميزان»، و«مُجلد المصباح في علم المفتاح»، والذي ينقسم إلى خمسة مراجع أساسية وهما: «البُرهان في أسرار علم الميزان»، «غاية السرور»، «نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة الذهب»، «التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء»، «كنز الاختصاص في معرفة الخواص» بالإضافة إلى مؤلفات أخرى عديدة.
له آراء مهمة في الكيمياء منها: أن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوازن معينة، وهذا هو المفتاح الرئيسي في قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي، وتوصل أيضا إلى فصل الذهب عن الفضة بواسطة حامض النيتريك، الذي يذيب الفضة تاركا الذهب الخالص. ويذكر أ. ج. هولميارد في كتابه الكيمياء حتى عصر دالتن: «إن الجلدكى توصل وبكل جدارة إلى أن المواد لا تتفاعل فيما بينها إلا بنسب وأوزان ثابتة».
كما يُعَد من أعظم المؤلِّفين، فممن نقل عنهم فقرات كاملة جابر بن حيان، وأبو بكر الرازي، وابن أرفع رأس، وأبي القاسم العراقي، وغيرهم، فخدم تاريخ الكيمياء في الإسلام إذ دوَّن في مصنَّفاته كثيرًا مما اندثر من كتب سابقيه. عدد له حاجي خليفة صاحب كشف الظنون جملةً من المؤلَّفات