هكذا أنقذ نور الشريف الفنان العراقي نصير شمة من الإعدام في سجون العراق.. وهذه حكاياته مع الرئيس صدام حسين في لندن
مسارات عدة جمعت بين الفنان الراحل نور الشريف والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، فقد ظهر نجمهما على الصعيدين الفني والسياسي في سبعينيات القرن الماضي، وحل الثاني كثيرا في أعمال فنية عديدة للفنان المصري، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال تناول القضية العراقية.
أبرز الأعمال الفنية للنجم الراحل نور الشريف التي تناولت المسألة العراقية، مسلسل الدالي وفيلم ليلة البيبي دول، فالأخير وإن كان أبرز عبر مشهد نور الشريف مع محمود الجندي افتقاد العراق للأمان بعد رحيل صدام لكنه لم يغفل ديكتاتوريته وسوء إدارته، ولم يكن نور الشريف الفنان في الفيلم مختلف عن نور الشريف الإنسان المثقف.
أما مسلسل الدالي فقد بدأ في الجزء الأول ظهور علاقة مصر والعراق، من خلال تدخل الرئيس أحمد حسن البكر لإنقاذ المرأة المصرية من أهل عائلة جاسم التي قتلت زوجها المهندس في مصانع الدالي.
وظهر رأي نور الشريف في شخص صدام من خلال إظهار المسلسل وقوف الرئيس العراقي لإنقاذ مصانع الدالي في لندن من يد اليهود عبر إقراض صاحبها وذلك بالجزء الثاني.
وتطرق الجزء الثالث إلى نهاية المودة الرسمية بمقتل ابن خال زوجة سعد الدالي الثانية في العراق خلال أزمة النعوش الطائرة حيث قُتِل 8 آلاف مصري في بغداد وعادوا كجثث داخل نعوش حيث قتلهم عراقيين كانوا قد أتوا من الحرب الإيرانية بعد أن اعتقدت زوجاتهن بموتهن ليعود الأزواج ويجدوا المصريين تزوجوا بزوجاتهم فلم يتمالكوا أعصابهم وقتلوهم.
أراء شخصية
خلال غالبية أحاديث نور الشريف السياسية عن تأزم وضع العرب، أرجع سبب فرقتهم إلى قرار صدام حسين بغزو الكويت، وعبر عن ذلك في حواره مع المخرج عمر زهران عام 2011 والذي أذيع على قناة CBC، حيث قال الفنان الراحل «كان فيه بصيص أمل إن العرب يتحدوا لكن اجتياح العراق للكويت خلى كل البلاد تخاف من بعضها، ورحيل صدام مغيرش حاجة لإن الشرخ بدأ».
نصير شمة
ولم تكن ديكتاتورية صدام حسين غائبة عن نور الشريف ومثلت حكاية ملحن العود العراقي نصير شمة دليلاً على ذلك حيث قال أن نور الشريف كان السبب الأوحد في إنقاذه من تنفيذ حكم إعدام صدر بحق الملحن خلال فترة حكم صدام حسين.
وروى نصير شمة للإعلامية منى الشاذلي تفاصيل تلك المفارقة القدرية «دعاني السفير العراقي لزيارته، وما أن وصلت فاجأني بفريق أمني من بغداد بحضور ثابت الدوري أحد قيادات حزب البحث مع 6 أشخاص واختطفوه من السفارة إلى المطار، وأخبرني القنصل أنه أرسلني بجواز أحمر أي سأعدم اليوم بدون محاكمة، واستمرت التحقيقات 23 يومًا، ثم قالوا لي إنهم سيطلقون سراحي، وأعطوني ورقة على أساس إطلاق سراحي لكن اتضح أنها ورقة بها حكم الإعدام».
وأوضح نصير شمة أن السبب في إنقاذه من تنفيذ الحكم هو نور الشريف، حيث قال «سمعني في البصرة في يوم الفن الذي حضره مجموعة كبيرة من فناني مصر، وعندما قام ليلقي كلمة تحدث عني وأثنى على موهبتي وكان بالحفل أحد القيادات المهمة بحزب البعث العراقي، هذا المسؤول هو السبب في ما بعد في إطلاق سراحي بعدما سمع ثناء نور الشريف على موهبتي».
حكاية نصير شمة دفعت السفير العراقي محمد الدوري «من أقارب ثابت الدوري» إلى اتهام نصير شمة بالكذب في القصة، كاشفًا في تصريح صحفي له أن أزمة نصير شمة بدأت أثناء الحرب العراقية الإيرانية حيث كان التجنيد إلزامي بعد الدراسة على نصير شمة لأنه خريج معهد ومن الطبيعي أن ينضم للجيش، ومن يتخلف عن ساحة المعركة أو التجنيد يحكم عليه بالإعدام مادة موجودة يالدستور، وبعد ذلك قبض عليه، لكن دون أن يحول لمحاكمة أو يجرى معه تحقيق ولم يصدر حكم ضده ولم تعقد محكمة تحقيق خاصة من الأساس، مثله مثل كثيرين هربوا في ذلك الوقت».