جمال عبد الناصر بوابة مروره للسينما.. وشارك في ثورة ٢٥ يناير .. وعبر عن أراءه السياسية في فبراير الأسود.. ونجله رفع شعار ”ابن الوز عوام”.. محطات ”سلطان الغرام” خالد صالح
واحدًا من أهم نجوم الفن تمتع بطريقة تمثيل السهل الممتنع، لذلك قدم كل الألوان الفنية خلال مشواره الفنية، وعلي الرغم من مرور سنوات على رحيله إلا أن أعماله الفنية البارزة في السينما والتليفزيون محفورة في ذاكرة المشاهدين وستظل تتحدث عنه وعن احترافه وتميزه وذلك بسبب براعة تمثيله وجمله التي لاتزال تتردد حتى الآن، أنه تاجر السعادة خالد صالح التي تحل اليوم ذكري وفاته.
ولد الفنان خالد صالح في ٢٠ يناير عام ١٩٦٤ في أبو النمرس، محافظة الجيزة، ونشأ يتيمًا حيث توفيت والدته وهو صغير ليلحق بها والده، لذلك تولى شقيقه تربيته، تخرج في كلية الحقوق عام ١٩٨٧، التي كان يمثل في مسرحها أثناء دراسته ثم عمل كسائق تاكسي بعد تخرجه من كلية الحقوق، ثم سافر إلى الخليج ليعمل هناك، وكان صالح يحلم أن ينشأ مصنع حلويات شرقية، حيث كانت له تجربه في سابقة في العمل بالحلويات مع شقيقه، وقام شقيقه برفده من المصنع لأنه لم يكن ملتزمًا بمواعيد العمل.
عاد من الخليج ليعمل أدوار كومبارس في المسرح من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان يقوم بدور شخص يمر في خلفية المسرح أثناء حديث الأبطال من دون أن يتحدث، ثم عمل في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية كمساعد مخرج.
في عام ١٩٩٦ خاض أولي تجاربه السينمائية من خلال فيلم "جمال عبد الناصر" وجسد فيه دور رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية صلاح نصر، وفي عام ١٩٩٩ شارك في أول مسلسل له وهو "أم كلثوم"، وجسد فيه دور مأمون الشناوي، وقام بالأداء الصوتي في النسخة المدبلجة من فيلم "نيمو"، الحاصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم صور متحركة، عام ٢٠٠٣.
وهو فى سن الـ ٣٦ لمع نجمه سريعًا وبرع فى أداء الأدوار المعقدة وفى أدوار الشر أيضًا ومن أبرز أفلامه: "تيتو، وعمارة يعقوبيان، والريس عمر حرب، وكف القمر، وابن القنصل، ومحامى خلع، حرب أطاليا، والجزيرة، وفبراير أسود، حين ميسرة، كرسي في الكلوب، أحلي الأوقات، تمن دستة أشرار، أحلام حقيقية، آخر أيام ارض".
كما شارك "تاجر السعادة" في العديد من الأعمال الدرامية منها: "الريان، تاجر السعادة، محمود المصرى، حكاية زوج معاصر، أم كلثوم، بعد الفراق، سلطان الغرام، أحلام العادية، الدم والنار، موعد مع الوحوش، حلاوة الروح، الدم والنار، شباب أون لاين، الرقص علي السلالم المتحركة".
مثل خالد صالح ساحة خصبة للنقاد من حيث تباين آرائهم، حيث دفعت الأدوار الكبيرة التي لعبها في المسلسلات الرمضانية إلى الواجهة وجعلت منه أحد الشخصيات الأساسية في السباق الرمضاني الذي يمثل الموسم الأساسي للأعمال الدرامية، والمؤيدون لخالد صالح اعتبروه من أهم النجوم، وامتدادًا لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا في أداء الأدوار المركبة مثل زكي رستم ومحمود المليجي، مستدلين على ذلك لقدرته العالية في التشخيص والذي يصل إلى حد الاندماج الكامل في الدور الذي يؤديه، أما المعارضين قالوا عنه أن أدواره غير موفقة في الكثير من الأحيان.
خلال مشواره الفني حصل على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل دور ثاني عن فيلم "تيتو" من المهرجان القومي للسينما عام ٢٠٠٥، وحصل أيضًا علي جائزة أفضل ممثل لعام ٢٠٠٥، عن دوره في فيلم "ملاكي إسكندرية"، وفاز بجائزة التمثيل من مهرجان الأفلام وجائزة الإبداع الذهبية وشهادة تقدير لأفضل تمثيل من مهرجان الإعلام العربي عن دوره في مسلسل "تاجر السعادة" عام ٢٠٠٩، ووقتها أهدى الجائزة لزوجتة هالة.
حرص خالد صالح في كل بلد زاره على زيارة أحد الجمعيات الخيرية أو مراكز ذوي الإحتياجات الخاصة أو ماشابه حيث أنه وجد في ذلك واجب عليه أداءه، حيث سبق له زيارة مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في دبي، وترك مهرجان الشرق الأوسط للسينما، في أبوظبي لمدة ثلاث أيام لكي يشارك في حفل تدشين مستشفى سرطان الأطفال الجديد في السودان.
تزوج مرة واحدة من الدكتورة هالة وأنجب ولدين وفتاة، وقال المقربون منه إن علاقته بزوجته لم تتأثر بعد الشهرة، فظلت هي صديقته المقربة، وكانت قريبة من أصدقائه الفنانيين، وقال خالد عن زواجه منها أنها ارتبطت به عندما كان يعمل محامي وتحملت منه ما لم تتحمله امرأة، ونجله هو الفنان الشاب أحمد صالح الذي شارك في الكثير من الأعمال الفنية وأثبت من خلالهم موهبته المميزة التي وارثها عن والده.
ولم تمنعه حياته الفنية من المشاركة السياسية فهو من أول الفنانين الذين نزلوا ميدان التحرير ومعه زوجته التى عملت جراحة بالمستشفى الميدانى، بل قام بالتعبير عن اراءه السياسية من خلال فيلم "فبراير الأسود" الذي يعد من اهم وأفضل الأفلام السياسية.
عام ٢٠١٣ أثناء تصوير مسلسل "مشوار فرعون" سقط الفنان خالد صالح على الأرض ونقل إلى المستشفى، وأجمع الأطباء على ضرورة إجراء عملية قلب مفتوح، لكنه تخوف ولم يجازف، حتى أُجبر في عام ٢٠١٤ على اتخاذ القرار والخضوع للجراحة بعد مرضه الشديد، وبالفعل سافر إلى أسوان لإجراء العملية في مستشفى الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي، لكن القدر لم يترك له الخيار فعاد للقاهرة جثة هامدة في ٢٥ سبتمبر عام ٢٠١٤ ليرحل صاحب القلب المليء بالحب والفن تاركًا خلفه مكتبة فنية مبهرة صالحة لمئات السنين.