قصة عمار الشريعي مع راقصة ”درجة تالتة”.. وحكاية ”المال الحرام” الذي تسبب في مقاطعة والدته له.. ولهذا السبب شارك في ثورة يناير

عمار الشريعي
عمار الشريعي

لم تقف إعاقة عمار الشريعي البصرية حائلاً بينه وبين تحقيق حلمه ورغبته في تعلم الموسيقى، ثم العمل بها فيما بعد، حتى أصبح موسيقارًا عظيماً ترك بصماته الواضحة في عالم الفن.

وُلد "الشريعي" عام 1948 في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، حيث تعود أصول عائلته إلى هوارة بالصعيد، وقد أتم دراسته بمدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس وذلك عام 1970.

طفولة وشباب

وفي طفولته حفظ عمار الشريعي خمسة أجزاء من القرآن الكريم، وقد شعر والده بحبه للموسيقى، فاشترى له بيانو للعزف عليه، فأتقن العزف على البيانو والأكورديون والعود والأورج بمجهوده الذاتي، وقد تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد أساتذة كبار في مدرسته الثانوية من خلال برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى، ودرس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأميركية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، وبجانب الموسيقى كان سباحاً محترفاً.

والدة الشريعي

خلال فترة الدراسة تعرف عمار الشريعي على الموسيقار كمال الطويل الذي تبناه، وتعرف أيضا على الموسيقار بليغ حمدي وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية، وقد بدأ حياته العملية عقب تخرجه مباشرة عام 1970 فعمل كعازف أوكورديون في بعض الفرق الموسيقية، وبعدها بدأ في العزف على الأورج ليصبح واحداً من أهم العازفين وقتها، وقد اعتبره الكثيرون نموذجاً لتحدي الإعاقة لصعوبة الأورج.

وكان الشريعي قد عمل لفترة عازفاً مع إحدى الراقصات وهو ما تسبب في قطيعة بينه وبين والدته، التي رأت بأن أمواله حرام، فقررت أن تقاطعه وكانت تتمنى لابنها أن يكون مثل طه حسين ويثبت جدارته بعيداً عن الموسيقى، وبعد قطيعة خمس سنوات حدثت مشكلة بينه وبين الراقصة فقرر ترك العمل وعاد لمنزل والدته وبعدها سافر لإحياء سهرة في منزل أحد الأثرياء مقابل 500 جنيه.

وبعدها اتجه للتأليف الموسيقي، وكان أول ألحانه أغنية "امسكوا الخشب" للفنانة مها صبري في عام 1975، لينطلق في عالم التلحين.

ألحان وغناء

تعاون عمار الشريعي مع العديد من النجوم في العالم العربي ليضع ألحانه، وقدم لوردة أغنية "طبعا أحباب" ولعبد الله الرويشد "استحملك" و"مسحور" و"ولا تصدق" و"الجرح الاخير".

قدّم العديد من موسيقى المسلسلات أيضاً ومنها "الشوارع الخلفية" و"حلم الجنوبي" و"ليلة القبض على فاطمة" و"ارابيسك" و"السيرة الهلالية" و"​رأفت الهجان​" و"​أم كلثوم​" و"زينب والعرش" و"كوكي كاك" و"رأفت الهجان"، ومن الأفلام "حارة برجوان" و"البريء" و"ليلة القبض على بكيزة وزغلول" و"أحلام هند وكاميليا" و"أبناء وقتلة" و"عصفور الشرق" و"كل هذا الحب" و"الصبر في الملاحات" و"حليم" و"ديل السمكة" و"الشك يا حبيبي".

إلى جانب الألحان، غنى عمار الشريعي بعض الأعمال التي لحنها منها أغاني فيلم البريء "محبوس يا طير الحق - الدم"، ورباعيات مسلسل "​ريا وسكينة​" ورباعيات مسلسل "الأيام" وتتر البداية والنهاية لفيلم "كتيبة الإعدام"، وتتر النهاية لمسلسل "عصفور النار" وغنى في المسلسل أيضاً اغنية مشتركة مع ​فردوس عبد الحميد​.

فرقة الأصدقاء

في الثمانينات كوّن عمار الشريعي فرقة "الأصدقاء"، والتي ظهر خلالها عدد من الأصوات الموهوبة، ومنهم ​منى عبد الغني​ وعلاء عبد الخالق وهدى عمار، كما اكتشف ايضاً ريهام عبد الحكيم ومي فاروق وأحمد ​علي الحجار​ و​آمال ماهر​.

كما استطاع عمار الشريعي أن ينجح في تقديم البرامج الموسيقية واشهرها "غواص في بحر النغم"، والذي عرف من خلاله بلقب الغواص، والبرنامج الذي قام بتقديمه واعداده وكان يذاع على البرنامج العام للإذاعة المصرية وكان يقوم من خلاله بتحليل وتذوق الموسيقى العربية، وقدم على قناة دريم الفضائية برنامج "سهرة شريعي" ، وبرنامج "مع عمار الشريعي" على راديو مصر والذي سبقه دعاية كبيرة قام بها النجوم ومنهم وقتها ​عمرو دياب​، وأخيراً قدم برنامجه "المسحراتي" في التلفزيون المصري".

حياته الخاصة

لم يكن عمار الشريعي يفكر في الزواج وكان يعتبر الأمر بعيدا عن حياته، ولكن في عام 1988 قابل الإعلامية ميرفت القصاص وكان وقتها في عمر الأربعين، وقد شعر بالحب بعدها بأيام، وعلى الرغم من أنها بادلته الشعور نفسه لكنه كان متخوفاً من فكرة الزواج، وبالرغم من أنه بعد أن تعرف عليها بأسبوع طلب منها أن يأتي للمنزل لطلب يدها لكنه لم يأخذ هذه الخطوة سوى بعد ثلاث سنوات.

في عام 1998 رزق عمار وميرفت بإبنهما الوحيد الذي اسمياه "مراد"، على اسم شقيقه الراحل.

وفي لقاء مع زوجته قالت عنه إنه كان حنوناً ومرحاً وخفيف الظل وهادئ الطباع ومثقفاً، وهذا ما انعكس على موسيقاه وكان صديقاً وفياً لكل اصدقائه، كما كان ماهرا في استخدام التكنولوجيا وحريصاً على أن يعلم نفسه بنفسه حتى أنه كان يتعامل مع الآلات بسهولة.

كان عمار الشريعي يعاني من مرض القلب وهو في مرحلة الشباب، ولكن بعد نزوله للمشاركة في ثورة 25 يناير عام 2011 كان قد شعر بإجهاد شديد، وأصيب بعدها بأزمة قلبية وتوفي في ديسمبر عام 2012، وذلك داخل احدى المستشفيات في مصر، والتي ظل يتلقى العلاج بها لأشهر قليلة بعد تعرضه لأزمة صحية، وكان قد أجرى جراحة قسطرة للقلب وقتها، كما أجرى جراحة إزالة مياه من الرئة.

تم نسخ الرابط